أيمن نور الدين يكتب: هؤلاء الذين سقطوا فى البئر
كتب: أيمن نور الدين
ريان لم يمت هباءً
ريان مات من أجلنا جميعاً
من أجل أن يعلمنا درساً
قد لن ننساه أبداً
أحيانا ما تفرقنا الثقافة والسياسة
حتى الرياضة والفنون
ولكن ريان نجح فى أن يجمع بيننا
ونحن قلما يجمعنا شىء
حتى لو كان الثمن حياته
ريان جعلنا جميعاً على قلب رجل واحد
نتضرع إلى الله أن يخرج من البئر
منذ خمسة أيام
نعد الثواني والدقائق
على أمل أن يخرج
أراد ريان أن يذكرنا بإنسانيتنا
وأن ما يحدث في أي بقعة على الأرض
هو أمر قد يهم الناس جميعاً
وأن خطر السقوط فى البئر يحدق بنا جميعاً
والبئر هنا ليس كبئر ريان
ولكنه يمثل رمزاً لكل الأخطار التي تهدد الإنسانية
وريان هنا ليس مجرد طفل من دولة المغرب
ولكنه حياتنا ومستقبلنا وأرواحنا جميعاً
مثلما كان ريان ابننا جميعاً
ريان أراد أن يحذرنا من السقوط
وأن سباق التكنولوجيا الذى يخوضه العالم لن يغنيه عن غضب الطبيعة إذا ماتخلينا عن إنسانيتنا
لم يمت ريان هباءً
ولكنه أراد أن نتذكر كل الأطفال مثله الذين ماتوا بالحروب في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا وكافة الدول العربية
أو ماتوا بالمجاعات في إفريقيا وغيرها
ريان مات كي نتعلم قيمة الإنسانية وقيمة الحياة وضرورة الحفاظ عليها
ريان مات كي يكف العالم عن الحروب والنزاعات والقتال والسمسرة في السلاح والضمائر حتى في لبن الأطفال
ريان ليس هو من سقط في البئر
ولكن سقط هؤلاء الذين يستهينون بحياة الآخرين
ويتاجرون فى كل شىء من أجل السلطة والمال
عاش ريان في قلوبنا
وسقط هؤلاء في البئر السحيق.