في القرآن الكريم، حث الله المسلمين على توقير واحترام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سورة الفتح: "لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ" (سورة الفتح: 9).
وفي سورة الحجرات، نهى الله المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا على الاحترام والتواضع أمامه، حيث قال تعالى :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ»، صدق الله العظيم.
وللإجابه على تساؤل "هل يجوز رفع الصوت عند قبر الرسول؟"، يمكن القول بأنه من الأدب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم عدم رفع الصوت عند زيارة قبره، حتى بعد وفاته، وهذا يعكس مهابة المقام والتقدير لمكانته العظيمة في الإسلام.
هل رفع الصوت عند قبر الرسول صحيح أم خطأ؟
ومن الأمثلة التاريخية التي توضح هذا المفهوم، خلال زيارة خليفة المؤمنين، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لقبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأثناء وجوده هناك، لاحظ أن رجلين من أهل الطائف كانا يرفعان أصواتهما بشكل ملفت عند القبر، فسألهما: " أتعلمان أين أنتما؟ ثم قال: من أي بلد أنتما؟ قالا: من الطائف، قال: لو كنتما من هذا البلد لفعلت كذا وكذا"
ويُفهم من هذا أن الأدب والتقدير يتطلبان عدم رفع الصوت عند زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يُعد من الأمور المستحبة والتي تُظهر احترامًا كبيرًا لشخصية النبي ومكانته العظيمة، وذلك حتى بعد وفاته، نظرًا لمهابة المكان ومكانته الرفيعة في الإسلام.
اقرأ أيضًا:
في ذكرى مولده.. حكاية الشيخ المرسي أبو العباس وقصة بناء مسجده بالإسكندرية
محمد الباز عن وصفه للشعراوي بـ«المطبل الأعظم»: ليس مقدسًا أو فوق النقد
