Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

جمال قرين يكتب: الدروس الخصوصية مرض مزمن

 كتب:  سماح غنيم
 
جمال قرين يكتب: الدروس الخصوصية مرض مزمن
محمد عبد اللطيف وزير التعليم
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

إذا نجح السيد محمد عبد اللطيف وزير التعليم الجديد، فى حل مشكلة الكثافة داخل الفصول الدراسية خلال 4سنوات، وليس سنة واحدة ، والنزول بها من 80أو 90 طالبا فى الفصل إلى 40مثلا ، فإنه يستحق أن نرفع له القبعة، حديثى هنا عن تلاميذ المرحلة الابتدائية، وربما الإعدادية، وأستثنى طبعا المرحلة الثانوية، لأن الطلبة معظمهم لايذهبون إلى المدارس، ويكتفون بتعاطى الدروس الخصوصية فقط.

 إذن وزير التعليم الجديد أمامه تحدى صعب، ومعضلة كبيرة، إذا نجح في فك شفرتها، فينبغى على المجتمع أن يحييه، لأن مشكلة الكثافة لم يستطع أى وزير قبله، أن يحلها، أو حتى يفكر فى طرق غير تقليدية للقضاء عليها، وحينما استمعت منذ عدة أيام إلى وجهة نظر الوزير، ورأيه حول هذه المشكلة، وبلورة حلول من خارج الصندوق لمحاصرتها، وبداية اختراقها وحلحلتها تفاءلت خيرا، ومن هذه الٱراء الوجيهة، استغلال مسطحات المدارس والحجرات المغلقة داخل المدارس، والتى لاتستفيد منها المدرسة وتحويلها إلى فصول، وكذلك الاستعانة بمراكز الشباب والنوادى القريبة من المدارس لممارسة الأنشطة بها، خاصة فى المدارس التى لاتوجد بها ملاعب، بالإضافة لتخصيص مساحات من الأراضى وشرائها من قبل الوزارة، لبناء مدارس جديدة عليها فى السنوات المقبلة. 

وهذه أفكار جديدة لم نسمعها من قبل، وأتمنى تنفيذها على أرض الواقع، بعيدا عن البيروقراطية والروتين الحكومى، لذا أدعو جميع مؤسسات الدولة، المتمثلة فى وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، والسياحة والٱثار، والتنمية المحلية، أن تتفاعل مع أفكار وزير التعليم، للنهوض بالمنظومة التعليمية المتعثرة، والشىء الٱخر الذى يحتاج أيضا إلى أفكار من خارج الصندوق، تطوير المناهج بشكل مستمر، وحذف الحشو من كل الكتب المدرسية، محتاجين مناهج عصرية، تساعد الطلبة وتكتشف مواهبهم وإبداعاتهم، ولاتكون سببا فى انتحارهم، كما يحدث فى امتحانات الثانوية العامة، مش عيب نقلد بعض الدول التى تتشابه ظروفها معنا، وننقل تجربتها الرائدة فى التعليم قبل الجامعى، مثل سنغافورة، جنوب كوريا، فنلندا ،الصين، الهند، حتى نستطيع تطوير تعليمنا الحكومى بالشكل اللائق.

 وعلى فكرة نحن لانخترع العجلة، التعليم الحكومى كان يوما ما فى المقدمة، وتخرج منه عباقرة مثل د. زويل، وطبيب القلوب 

د. مجدى يعقوب وغيرهم من علماء مصر الأفذاذ، وفى أثناء هذا التطوير لاننسى طبعا المعلم باعتباره حجر الزاوية فى العملية التعليمية، أهمية أن يحصل على راتب يكفيه لسد احتياجاته فى العيش الكريم ، حتى لايلجأ إلى اللهث وراء الدروس الخصوصية، بحثا عن زيادة دخله، وبالتالى هذا الأمر يؤثر على أدائه داخل المدرسة وعلى صحته أيضا، بهذه الوسائل ممكن جدا، الدروس الخصوصية تقل وتنحسر بشكل كبير، لكنها لن تنتهى فى يوم وليلة، إذا استطعنا القضاء على مشكلة الكثافات داخل الفصول أولا، بحيث لايزيد عدد الطلبة داخل الفصل على 40طالبا، وأهمية وجود مناهج سلسة، تصب فى مصلحة الطالب والمجتمع وتدفع مصر للأمام فى مجالات التنمية المختلفة وليس العكس، وأن تتحول المدرسة إلى مكان جاذب للطلبة وليس طاردا، وهذا لن يتأتى إلا حينما يشعر الطلاب أن المدرسة، كإدارة ومدرسين وإمكانيات رياضية وعلمية متوفرة بالشكل المطلوب والذى يشبع رغبتهم ويستوعب طاقاتهم الذهنية والجسدية والإبداعية، بالإضافة طبعا للاستفادة من المواد العلمية، كل التوفيق للسيد وزير التعليم.