Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر «سلسلة حوارات».. دينا شحاتة: مشروع الكاتب يتكون من إخلاصه لـ«أسئلته الذاتية» والصحافة أحيانا تضخم قصة «الشلل الثقافية»

 كتب:  عرفة محمد أحمد
 
عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر «سلسلة حوارات».. دينا شحاتة: مشروع الكاتب يتكون من إخلاصه لـ«أسئلته الذاتية» والصحافة أحيانا تضخم قصة «الشلل الثقافية»
الروائية دينا شحاتة مع أعمالها
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

دور النشر مطالبة بالاستعانة بـ«التسويق الاحترافي» للأعمال

الفقد والوحدة والهُوية بشكلٍ ما عوامل ظاهرة في كتاباتي

أجد راحةً في كتابة الرواية.. هذا الفن الأدبي «بيديني براح»

أرسلُ أجزاءً من رواياتي إلى صديقةٍ مقربةٍ ووالدتي لـ«قياس النبض»

 

لم تكن دينا شحاتة تعرف الكثير عن «فن الرواية» عندما كتبت عملها الأول؛ فجأةً ووسط الانهماك في قراءة كتاباتٍ عن تاريخ سقوط بغداد و«التتار» والهجمات الأمريكية في العصر الحديث، فكرت وقتها أن تكتب روايةً، وسألت نفسها: «بتتكتب الرواية إزاي بقى؟»، بعدها كان عملها الأول «غفران» الذي استغرق «3» أعوامٍ، وصدر عن دار «اكتب».



وقتها تصورت دينا شحاتة أنَّ علاقتها بالكتابة قد توقفت؛ لقد كتبت الفكرة التي راودتها كثيراً في عملٍ روائيٍّ، ولكن جرَّت الروايات بعضها البعض، فأصدرت دينا شحاتة «4» رواياتٍ حتى الآن، ووقعت منذ أيامٍ قليلةٍ عقد روايتها الخامسة مع «دار العين».



دينا شحاتة، طبيبة بيطرية وكاتبة روائية مصرية، مواليد ١٩٨٧ عضو اتحاد كتّاب مصر، صدر لها روايات: «غفران»، «ثلاثاء آخر»، «رحيل وغربة» التي حصلت على منحةٍ إنتاجيةٍ من مؤسسة «المورد الثقافي».  

أحدث أعمالها رواية «ما ألقاه الطير» عن دار العين للنشر ٢٠٢٤.

 

صدر لكِ «4» رواياتٍ والخامسة في الطريق.. ماذا عن ذكرياتك الأولى مع القراءة المرحلة التي أعتبرها سابقةً عن الكتابة؟

في المرحلة الابتدائية كنت أقرأ سلسلة «رجل المستحيل» للكاتب نبيل فاروق، وقرأتُ أيضاً أعمالاً لـ أحمد خالد توفيق، وفيما بعد قرأتُ كتاب «مدارج السالكين» لـ«ابنِ القيم» وقد كان في مكتبة خالي، فضلاً عن كتابات لـ أحمد بهجت، فيكتور هوجو، وفي الجامعة كنت أقرأ أعمالاً من مكتبة الأسرة، وأعمالاً لـ نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور، وفاروق جويدة، وكنت مهتمة أيضاً بالعدد الأسبوعي من صحيفة «الدستور» الذي كان يصدر يوم الأربعاء، أتذكر جيداً أنني كنت أقرأه في محاضرات «الباطنة» المملة.

 

تلك هي ذكرياتك الأولى مع القراءة.. ماذا عن الذكريات الخاصة بالكتابة؟

كتبتُ «شعراً» في الجامعة، دائماً تشعر في البداية أنَّ الشعر هو الوجهة التي يجب أن تتوجه إليها، وهي كتابات كنت أشارك بها في المسابقات الجامعية، ونتجت عن القراءة في أعمالٍ شعريةٍ لـ عبد الرحمن الأبنودي، أمل دنقل، فاروق جويدة. طبعاً الآن عندما أنظر إلى تلك الكتابات أراها كتاباتٍ بدائيةً ولكنها نتجت عن قراءات تلك المرحلة.
 


كيف حدث التحول من كتابة الشعر أو محاولات كتابته إلى كتابة الرواية؟

كنتُ في مرحلةٍ أقرأ كتاباتٍ عن سقوط بغداد و«التتار» وأمريكا والعصر الحديث، وفجأةً فكرت في كتابة روايةً، بدون وجود مقدماتٍ مثل كتابة قصةٍ قصيرةٍ أو إصدار مجموعةٍ أو كتابة مقالٍ، في هذا الوقت كانت القراءات زادت، وركزت أكثر فيها، وحسيت بحاجةٍ إلى كتابة روايةٍ عن سقوط بغداد والأحداث المتشابهة في العصر القديم والحديث والتاريخ الذي يكرر نفسه. 



وقتها سألت نفسي: «بتتكتب إزاي الرواية بقا؟». ففي هذا الوقت لم يكن لديَّ خبراتٌ سابقةٌ، وغير محتكةٍ بأي حد يكتب كتابة احترافية، لأن كل اللي حواليا في البيت وأصدقائي المقربين قراء، ولم أكن في وسطٍ أدبيٍّ، ولم يكن قرأتُ كتباً عن فن كتابة الرواية مثل التي يكتبها محمد عبد النبي أو بثينة العيسى، لم أكن أعرف وقتها الكثير عن تكنيك كتابة الرواية أو أساليبها.

هذا يدفعني للسؤال أكثر عن تفاصيل كتابة روايتك الأولى «غفران» وكيف وجدت طريقها إلى النشر؟

كتبت رواية «غفران» في تلك الأجواء التي لم أكن أعرف وقتها كثيراً عن فن كتابة الرواية، كتبتها بـ«الفطرة» في مدةٍ قد تصل إلى «3» أعوامٍ، وخضعت لـ تعديلاتٍ كثيرةٍ، وقتها شعرت أنني بخترع حاجة جديدة في الكتابة من خلال كتابة أحداث تدور في زمنين والربط بينهما، ولكن فرحت عندما عرفت أنَّ هذا الأسلوب موجودٌ، تعبت جداً في كتابة هذه الرواية، ثم نشرتها مع دار «اكتب» بعد إرسال إيميل لهم، بعدها قلت تمام كدا، كان عندي فكرة وكتبتها.

 

بطل روايتك «ثلاثاء آخر» هو روائي يدعى حسن المحمدي.. ألم تخشين من السقوط في فخ التقليدية عند كتابة رواية بطلها روائي؟

لم أشعر أنه «تقليدي»؛ فكرة أن يكون بطل الرواية «كاتب» كانت مدخلاً لشخصٍ بدأ يعرف أنه مقبلٌ على مرحلة «ألزهايمر»، فكيف ستكون حياته، وكيف سيفكر في الناس المحيطين به؟ وكيف سيكون المشهد الأخير معهم، هل سيكون أكثر تسامحاً، الشخصيةُ تتغير تماماً عندما تفقد الذاكرة التي تمثل الحياة والهُوية. كنت متخيلةً أنَّ الرواية ستكون مثل السيموفونيات التي كتبها «بيتهوفن» عندما فقد السمع، وشعرت أنَّ كتابة عملٍ بالتوازي مع تلك الفكرة سيكون تحدياً.

 

قدمتِ في الرواية شخصية محمد القاضي الإعلامي الفاسد المتسلق وهو غريم بطل الرواية الكاتب حسن المحمدي.. هل قصدتِ بها إعلامياً محدداً بتقديمك تلك الشخصية؟

الشخصيةُ لم تكن مستوحاةً من إعلاميٍّ بعينه؛ تلك نوعيةٌ موجودةٌ بكثرةٍ؛ أقصد شخصية «الإعلامي الفاسد» الذي يصعد بطرقٍ غير مشروعةٍ في المجتمع، وفي الوقت عينه يرى نفسه يستحق تلك المكانة، من السهل وضع تصور عن تلك الشخصية عند الكتابة عنها.

 

بطل الرواية كان يرى أن ميزة الكتابة أنها تجعله بمعزلٍ عن الآخرين… هل هذا رأيك الشخصي؟

بشكلٍ ما؛ الكتابة تعطي عذراً مقبولاً ومناسباً لـ«العزلة»، خاصةً إذا كان الكاتبُ يعمل على مشروعٍ معينٍ يحتاجُ فيه إلى التركيز بقوةٍ؛ هنا تكون «العزلة» تحت مسمى مفيدٍ، وأنا شخصياً أفضلُ العزلة عندما يكون هناك مشروع، أو عندما تحدث مشكلةٌ في أثناء كتابة الرواية. بعيداً عن تلك الظروف فالأمرُ يكون عادياً، مثل التواجد في اللقاءات التي تكون مصحوبةً بأنشطةٍ، التواجد في الشغل والشارع والمواصلات.

 

بطل الرواية كان يقرأ في مجالاتٍ عدةٍ؛ الفلسفة والسياسة وغيرها، هل ترين أنَّ «الروائي» يجب أن يكون متنوعاً في قراءاته؟

أعتقد هذا ضروريٌ؛ «الروائي» يجب أن يكون قارئاً في مجالاتٍ كثيرةٍ بعيداً عن «الأدب»، خاصةً أنه عندما يكتب عملاً روائياً فـ«الفكرة» تكون أهم من «الموضوع»، والفكرة أيضاً هي التي تميزُ عملاً عن عملٍ؛ كما أنَّ «الروائي» أحياناً يكون مجبراً على القراءة في مجالاتٍ كثيرةٍ مثل الفلسلفة وعلم النفس وعن الحيوانات في أثناء الكتابة، شيءٌ ما أو جانبٌ معينٌ يجبرك على تنويع تلك القراءة.

 

تظهرُ بعض الأحداث التاريخية في رواياتك حتى لو بطريقةٍ خاطفةٍ مثل «التهجير» وبناء السد العالي والعدوان الثلاثي على مصر.. هل نرى لك روايةً تاريخيةً كاملةً قريباً؟ 

رواية «رحيل وغربة» كان بها جانب تاريخي ولكنها اجتماعيةٌ أكثر، هناك روايات تاريخية تشبه «حصة التاريخ»، ولكن أنا تصوري للشكل الأفضل للرواية التاريخية أن تكون عملاً يربط بين الماضي والحاضر، أو عملاً تتقاطع أحداثه مع اللحظة الحالية: «الرواية التاريخية هي اللي بتقولنا وصلنا للحظة دي إزاي؟». 



روايتيّ الجديدة مع «دار العين» روايةٌ تاريخيةٌ إلى حدٍ ما وهي عن «جدة»، ولكن أحداثها تتقاطع مع اللحظة الحالية. 

يشيع في جميع رواياتك تقريباً الاستعانة بمقاطع من «فن العديد» التي تعبر عن الحزن الشديد، أو حتى من الكتابات التراثية القديمة.. لماذا تصرين على كذلك؟

هذا الأمر يعود إلى رؤيتي لـ«الرواية»، أنا أراها «حكاياتٍ» قبل أن تكون تكنيكاً أو فكرةً إبداعيةً، فضلاً عن أنَّ فكرة الاستعانة بمقاطع من «فن العديد» تعود إلى أنَّ جدتي من «قنا» وأنا سمعت ورأيت مشاهد الحزن التي يكون بها «عديد» في العزاءات منذ كنت صغيرةً، ولهذا انطبعت تلك المشاهد في ذهني بقوةٍ، كما أنني أحب أن تكون الرواية «مصريةً»، إضافةً إلى حبي للكتابات التراثية. أيضاً أرى أن «فن العديد» مهدر حقه، لأني أراه فناً شعرياً عظيماً، وهناك باحثون قدموا كتباً كاملةً عن «فن العديد» جمعوها من القرى المختلفة.

 

ضجت رواية «ما ألقاه الطير» بشخصياتٍ نسائيةٍ مختلفةٍ في النشأة والطباع؛ «مرام» و«عزيزة» و«حدوتة» و«دونكا».. ما أقرب شخصية لك في الرواية ومَنْ أكثرهن صعوبةً في الكتابة؟

«عزيزة» و«حدوتة» هما أقرب شخصيتين لي في الرواية على الرغم من اختلافهما؛ فـ«عزيزة» منشدة دينية، و«حدوتة» مطربة شعبية غامضة. أما شخصية «مرام» فقد كتبتها على طريقة أن تكون «ظلاً» لكل شخصيات الرواية، أو «مدخل» لرواية حكايات الشخصيات الأخرى في الرواية، «كنت عايزاها تكون مموهة وكل شخصية تحس أنها مرام».



الطير «هولّة» كان أصعب في الكتابة: «هيظهر إزاي وسيقول إيه؟» وكيف أربط كل ذلك بشخصيته، فضلاً عن صعوبة الحوار بينه وبين «خضرا الشريفة» في نهاية الرواية.

 

مع اختلاف أحداث تلك الرواية وشخصياتها واختلاف الأزمنة والأمكنة التي دارت فيها الأحداث.. قد يطرح قارئٌ سؤالاً: ماذا كنتِ تريدين قوله أو تقديمه من خلال رواية «ما ألقاه الطير»؟

هذه الرواية قائمةٌ على فكرةٍ شغلتني، كان عندي «هاجس» الإنسان الذي يستيقظ من النوم ويشعر أحياناً بـ«الثقل»، وأحياناً أخرى يكون «مقبلاً» للحياة، كنتُ أريدُ تفسيراً لـ«الثقل والخفة»، لا بدَّ أن فيه سلوك مادي بيحصل يجعل الشخص يشعر بهذين الشعورين المختلفين.



وعند الكتابة فكرتُ في سلسلةٍ عن «الفراغ والامتلاء»، طائرٌ يزور شخصيات الرواية عندما يشعرن بـ«الفراغ العظيم» وفي زيارته الثانية ينتهي هذا «الفراغ»، والفراغ يحدث دائماً عندما يفقد الإنسان شيئاً عظيماً، وهذا هو سبب الاستعانة بشخصياتٍ نسائيةٍ مختلفةٍ كل شخصيةٍ عانت من فراغٍ عظيمٍ؛ «عزيزة» في فراغ الحب، «دونكا» في فراغ الأهل، مع وجود شخصيةٍ عانت من كل تلك الأنواع من «الفراغ» وهي شخصية «مرام».. كل امرأة تحس إنها «مرام». 



قدمتِ «4» رواياتٍ مختلفةٍ إلى الآن.. ما أكثر عمل حقق صدى أو كُتِبَ عنه نقدياً؟

«رحيل وغربة» أكثر روايةٍ لي حققت صدى، ولم أجد هذا الصدى لرواية «ما ألقاه الطير»، أشعر أنَّ هذا الأمر «رزقٌ وحظوظٌ وأنا ماليش يد في دا»، ولا أحزن من عدم تحقيق عمل لي «صدى معيناً»، أنا أحتاجُ فقط إلى التركيز في الكتابة، وأنا مسئولةٌ عن الكتابة فقط، وليس لي دخل فيما يحدث بعد نشر العمل الروائي.

 

هل شاركتِ من قبلٍ في مسابقاتٍ أو جوائز.. وكيف ترين أهمية حصول «الروائي» على جائزةٍ؟

شاركت بالطبع في مسابقاتٍ، وحصول «الروائي» على جائزةٍ ما أمرٌ مهمٌ؛ خاصةً أنَّ الجائزة تعمل على اتساع مقروئية الروائي وسط «زحمة» الإصدارات الكثيرة من الأعمال الروائية: «الجائزة بتخلي الناس تبص على شغلك.. وتقرأ أعمالك».
 

دراستك لـ«الطب البيطري» هل أفادتك في الكتابة أو كان لها تأثير معين؟

فيه «شقين» للإجابة على هذا السؤال؛ الأول أنَّ دراسة المجالات الطبية تجعلك أكثر جديةً في الكتابة، لأنها «بعيدةٌ» أو عكس مجالات أو دراسات أخرى قريبة من الكتابة زي دراسة الآداب أو علوم اللغة، ثانياً: مؤخراً صرتُ أحب معرفة «سلوك الحيوانات»، ومنذ عامٍ بدأتُ أشعرُ أنَّ دراسة الطب البيطري وسلوك الحيوانات بدأت تظهر في كتابتي.



انتشرت بقوةٍ الآن «ورش الكتابة» خاصةً في القصة القصيرة والرواية.. هل شاركتِ من قبل في تلك «الورش» وما رأيك فيها؟

لم أشارك في «ورش الكتابة» من قبل، ولا أحبها وهي لا تعلم المشترك فيها «الكتابة» بالطبع، وهذا لا يعني أنني ضدها، ولكن أنا أحب أتعلم بنفسي، أحب «ألخبّط» حتى لحظة الوصول، هذا جزءٌ من تجربة الكتابة الخاصة بي، وجزء من رحلتي في الكتابة أيضاً. ولكن أحب المناقشات بعد صدور العمل، «أحب أشوفه بعين تانية.. لكن في الكتابة أحب أبقى أنا».


 

نُشِرتْ رواياتك مع دور نشر مختلفة بدءاً من «اكتب» ثم «المصري» وأخيراً «العين»… كيف كانت تجاربُك مع دور النشر.. هل وجدتِ صعوباتٍ؟

تجاربي في النشر لم تكن سيئةً، أرسلتُ لـ«اكتب» روايتي الأولى «غفران» ولم أكن وقتها أعرف الكثير عن الوسط الأدبي وكيفية الوصول لـ دور النشر، دار «المصري» عندما أرسلت لهم رواية «رحيل وغربة» ردوا عليَّ في فترةٍ قصيرةٍ وتم نشر العمل، والتجربة الأخيرة تكررت أيضاً مع «دار العين»، وكنت أحب نشر «ما ألقاه الطير» معها؛ هذه الدار بالنسبة لي «علامةُ جودةٍ»، سعدتُ بالطبع عندما قبلوا نشر الرواية شعرت بالطمأنينة لجودة العمل لمعرفتي بجودة أعمال دار العين.


كيف ترين قصة «الشلل الثقافية» التي تثير دائماً جدلاً في الوسط الثقافي؟

أحيانا أشعرُ أنَّ «الصحافة» تفسر المجموعات الثقافية بشكلٍ سيء، أو«الشلة» صارت مصطلحاً سيئاً، لكن في أي مجال عملٍ نرى هناك أصدقاء مقربين، وأنت في الوسط الأدبي ستختار أصدقاءً قريبين من ذوقك الأدبي، وبالتأكيد سيحدث تبادل للمسودات والكتابة عنها. بالنسبة لي أنا بعيدة عن «الشلل»، أو بمعنى أخر: «أنا لا تحت بند شلة، ولا في خانة الصعبانيات من أنه مفيش شلة بتظبط شغلي». 



ماذا عن معضلة التسويق للعمل الأدبي خاصة أن هذه العملية صارت مهمةً في انتشار الأعمال؟

أنا رأيي أن دور النشر يجب أن تُغير سياساتها من خلال الاستعانة بـ«التسويق الاحترافي» للأعمال الأدبية؛ هناك أعمالٌ ليست قويةً ولكن «التسويق الاحترافي» ينفعها في الانتشار. ورأيي أنَّ الكاتب من الممكن أن يشارك في حفلات توقيع أو يعمل مناقشاتٍ لعمله، ولكن لا يجب أن يكون عاملاً أساسياً في التسويق أو يلقى عليه هذا العبء بالكامل؛ التسويق شطارة ومهارة وبتتعلم كمان، والتسويق للرواية يجب أن يكون بطريقةٍ تليق بها، في النهاية أنت بتسوِّق لعملٍ فنيٍّ.



هل تعرض دينا شحاتة مسودات رواياتها على زملاء لها في الكتابة أو قراء محترفين؟

أرسلُ أجزاءً فقط من «مسودات» رواياتي إلى صديقةٍ مقربةٍ ووالدتي فقط لـ«قياس النبض»، ولكن لا أعرضها على كُتَّابٍ أو قراء محترفين، أشعر أني مرتاحة أكثر، إضافةً إلى أنَّ دار النشر يكون لديها «محررٌ أدبيٌ».

 

ما خريطة قراءاتِك والأسماء التي تحرصين دائماً على متابعة أعمالها، وهل هناك كاتب ترك تأثيراً عليكِ؟

أُعيد قراءة أعمال نجيب محفوظ كل فترةٍ وهو أثَّر بطريقةٍ ما عليَّ ولكن قد لا يظهر هذا في كتاباتي، أقرأ أيضاً لـ طه حسين، إسماعيل فهد إسماعيل، إيميل حبيبي، صلاح عبد الصبور، محمد المنسي قنديل، يحيى الطاهر عبد الله، علاء خالد وأحمد يماني، وأتابع باستمرارٍ أعمال أحمد عبد اللطيف ومحمد الفخراني وأحمد الفخراني وطارق إمام وهيثم الورداني ومنصورة عز الدين؛ هؤلاء لا يخيبوا ظني دائماً.

 

كلُ كاتبٍ قد يكون له مصادر إلهامٍ.. مِنْ أين تأتي بأفكار رواياتك؟

أرى أنَّ الفكرة أنك تكون جاهزاً للحظة؛ أنا أسيرُ كثيراً، أحب أسمع موسيقى من كل الأنواع من «السيموفونيات لـ المهرجانات»، أقرأ، بمعنى يجب أن تكون محاطاً بجوٍّ إبداعيٍّ ما. أيضاً «الملل» مهمٌ في الإبداع والحصول على أفكار؛ أحس وقتها أنَّ المخ يكون حراً، لو أنت شخص «ملول» لن تكرر كتاباتك.

 

صدر لكِ «4» رواياتٍ حتى الآن، ولكن لم نرَ لكِ قصةً قصيرةً منشورةً أو مجموعةً قصصيةً كاملةً.. لماذا؟ 

أحاول الآن كتابة مجموعةٍ قصصيةٍ، ولكن أنا أجد راحةً أكثر في كتابة الرواية؛ هذا الفن الأدبي «بيديني براح».

 

كيف تختارين أسماء رواياتك؟

دائماً أكون مستقرةً على اسم الرواية قبل كتابتها، «الاسم يكون متزامناً مع استقراري على فكرة العمل»، باستثناء اسم رواية «ما ألقاه الطير» الذي خضع إلى تغييراتٍ قبل الاستقرار عليه.

 

ما الهواجس التي تطاردك دائماً في كتابتك.. وهل ترين أنَّ كل روائيٍّ يجب أن يكون لديه «مشروع»؟

الفقد والوحدة والهُوية بشكلٍ ما هي عوامل ظاهرة في كتاباتي، وإذا كان الكاتب مخلصاً لأسئلته الذاتية تلقائياً سيجد أنَّ لديه مشروعاً في الكتابة، وهذا المشروع أيضاً قد يأتي بالتدريج من تراكم صدور أعمالٍ بها ملامحٌ متشابهةٌ.

اقرأ أيضا: عن «هواجس» جيل جديد يكتب الرواية في مصر «سلسلة حوارات».. محمد كسبر: كنت خائفاً من كتابة الرواية والربط بين النجومية في الأدب والإقامة بالقاهرة «بقت موضة قديمة»