حسن عيسى يكتب: ماجدة الخطيب.. نجمة استثنائية أرهقها الواقع ولم يهزمها
كتب: حسن عيسى
رسمت ملامح شخصيتها الفريدة وكانها احدي الشخصيات الدرامية الهاربة من فيلم فرنسي لكي تعيش تمردها في شوارع شبرا مصر في بداية الستينات من القرن الماضي بقامتها الرشيقة وخصرها النحيف ونظرة التحدي التي تملأ عيونها وشعرها الاسود الفاحم المنسدل علي كتفيها وجيبتها القصيرة وصوتها ذو الرنة المميزة وكأنها تنطق العربية بلكنة اوروبية عاشت حياتها كطائر عنيد يحلق خارج السرب بمفردة ، تحمل في طياتها چينات بطلات روايات احسان عبد القدوس الاستثنائية فترتدي نظارتها السوداء في الحفلات والسهرات لتخفي خجلها عن مجتمع فضولي يجيد نسج الحواديت والنميمة فتصرخ باعلي صوتها ( انا حرة ) وتفرد جناحيها الرقيقين لتحلق في السماء بعيدا عن ارض الواقع حتي تاه منها الطريق وفقدت البوصلة فانطلقت باندفاع المغامرين نحو المجهول الذي ينتظرها لكي يكتب سطرا جديده في كتاب حياتها الشائك خاصة بعد ان تحولت فجأة من اسم لامع في المجتمع لمجرد رقم من ضمن ارقام القضايا ومن نجمة سينمائية لسجينة داخل جدران كئيبة باردة وكدهون روت لي ماجدة الخطيب عن تجربتهاالموجعة فقالت ؛:؛ اردت ان ادخل سجن القناطر
كممثلة تلعب دورها المكتوب في السيناريو ،انفعل ،ابكي ،اصرخ ،انظر للكاميرا ، احكي لها حكايتي ،كيف كنت وكيف اصبحت فتنهمر دموعي في خشوع وندم ثم تنطفئ الاضواء و بصفق الجميع ويأتي المساعدين ينزعون عني ثوب السجن وامسح وجهي من تلك المساحيق الباردة الكئيبة لأعود لملامح النجمة التي اعشقها وربما استمع لموسيقي راقصة وعشاء فاخر قبل ان استسلم لنوم هادئ مريح لانسي تفاصيل التصوير المزعجة داخل السجن ولكن القدر كان يحمل لي رؤيا اخري اكثر عمقا وأشد وجعا مما أردت ، فدخلت سجن القناطر بالفعل ولكن كمتهمة في قضية جنائية تهدد مستقبلي الفني وحياتي كلها وكدهون ❤️ وقفت خلف الاسوار صامته لم ابك ، لم اصرخ ،لم انظر لأي كاميرا من كاميرات الصحفيين الضاربة بوحشية علي وجهي وروحي ، اقف بجواز زميلاتي الجدد خلف الاسوار غير مستوعبه لما يحدث لي من صدمات متلاحقة ، جعلتني الصدمة أصمت وطال صمتي حتي اصبت بمرض البهاق من فرط القهر والوجع ، فتقوقعت أكثر داخل شرنقتي احتضن قلبي المذعور المنتفض بقوة بين أضلعي ، أُحاول بائسه ان اطبطب علي روحي الرخوه لاتماسك قدر الإمكان حتي استطع ان استوعب عالمي الجديد وما يتضمنه من مفردات جديدة علي من قصص وحكايات ترويها زميلاتي السجينات اللاتي تعاملوا معي منذ اللحظة الاولي كنجمة ارسلتها لهم السماء كي تستمع لصوتهن وتخفف من اوجاعهن وتطبطب علي ارواحهن المتعبه وتأنس وحدتهم بينما تعاملت معي الادارة كمذنب مثل باقي النزيلات وتفهمت الموقف بكل قسوته فالسجن الحقيقي ليس كسجن السينما والمسجونات لسن فتيات الكومبارس وانا لست انا ❤️
تعاملت مع الزنزانة علي انها بيتي الصغير وايقنت ان سلامتي داخل السجن مرتبطة باذني ( كاهم عضو بجسمي في هذه الايام ) ومدي قدرتي علي الاستماع لمئات الحكايات المتشابهه والشكاوي واحيانا المشاجرات التي تحدث بين النزيلات فاصبح انا الحكم بينهم ويستمر الصراع بين الخير والشر حتي داخل جدران السجن نجد الطيب والخبيث ومع الوقت اصبحت افرق بين الكاذبة والصادقة ، نشأت بيني وبين بعضهن صداقات استمرت لما بعدخروجي من السجن وكدهون وكاي شخصية درامية تعود ماجدة الخطيب من جديد لتقف امام الكاميرات بعد كبوتها وكأنها وجهه جديد. وتنسي او تتناسي تاريخها الكبير كنجمة ومنتجة وترضي بالادوار المساعده واحيانا الثانوية بعد ان اكتشف ان عشقها الحقيقي في الحياة هو الفن وان حريتها هي التي تضمن لها الاستمرار في ممارسة التمثيل وكدهون في بداية مشواري مع الاخراج حلمت بان تكون ماجده الخطيب بطلة اول افلامي القصيرة وبالفعل اتصلت بها وانا متردد وخائف من رد فعلها ولضعف الميزانية فقابلني بود وترحاب كبير وموافقة علي العمل مجانا بدون آجر لدعمها للشباب وعشقها للسينما القصيرة وتكرر اللقاء بيننا في اكثر من فيلم قصير واصبحنا اصدقاء في الواقع وتوج اللقاء بمسلسل لا احد ينام في الاسكندرية تاليف الاستاذ ابراهيم عبد المجيد وطلبت مني اجازة لتؤدي عمره رمضان علي ان تستكمل دورها بعد عودتها من السعودية ولكن القدر كعادته معها كان له رأي اخر فتموت دون ان تستكمل دورها في المسلسل ليكون اخر شئ فعلته هي عمره رمضان ليسدل الستار علي نجمة استثنائية اخذت لنفسها بشئ من كل الشخصيات الدرامية لتتفرد بشخصية فريدة لا تشبهها امرأة اخري وكدهووون في محبة الست ماجده الخطيب وتيكيلم يتكلم علي الاخر