


في جنازة زياد الرحباني.. ملامح الحزن تسيطر على عاصي
كتب: حسناء حسن




ظهر "عاصي" في مراسم جنازة زياد الرحباني حزينًا جدًا، واقفًا في الصفوف الخلفية، وكأنه يودّع والده بحق. ورغم أنه لم يكن ابنًا معترفًا به رسميًا، إلا أن ملامحه وتصرفاته كانت تقول غير ذلك.
عاصي هو ثمرة علاقة عابرة نُسبت إلى زياد، لكنه لم يعترف به قط. لم يمنحه اسمه، ولم يمنحه مكانًا في قلبه أو حياته. كما لم تحتضنه جدته فيروز، بل عاش بعيدًا عن العائلة، محرومًا من الدفء واللقب.
ومع ذلك، كان في جنازة زياد، حزينًا بصدق، واقفًا بين الناس بحزن الابن لا الغريب. لم يطالب بشيء، ولم يتكلم كثيرًا، لكنه عبّر بصمته ودموعه عن محبة دفينة ووفاء نادر.
لقد عوقب عاصي على خطأ لم يرتكبه، دُفع ثمنه منذ ولادته، لكنه لم يحمل في قلبه إلا الحزن والوفاء. وربما، كما قال البعض، كان أكثر صدقًا ووفاءً من أبناء كثيرين نالوا الاعتراف ولم يعرفوا المعنى الحقيقي للانتماء.