Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

«فيها الخير».. حكاية جدعنة خمسينية داخل سيرفر «الزراعة - الحسينية» بالزقازيق

 كتب:  ياسمين الشرقاوي
 
«فيها الخير».. حكاية جدعنة خمسينية داخل سيرفر  «الزراعة - الحسينية» بالزقازيق
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
في المِقعد الخلفي للسائق بداخل السرفيس الأجرة بمدينة الزقازيق والمتجه من منطقة الزراعة وحتى موقف الحسينية، في توقيت الظهيرة والحر الشديد، صعدت سيدة خمسينية وما إن رأت المقعد فارغا، ارتمت عليه والعرق يتصبب من وجهها، تستند إليه بتنهيدة تصف إرهاقها، ثم اعتدلت في جلستها، وصعد الركاب وحجزت المقاعد، وازدحم ممر السيارة، مرت دقيقة واستعد السائق للانطلاق، ثم تفاجئت بشاب لم يستطع الصمود واقفًا وظل يتأرجح دون قدرة على الثبات.
 
 
لا مبالاة الركاب:
ووسط لا مبالاة الركاب، انتفضت السيدة الخمسينية ترجو الشاب أن يجلس بمقعدها وتقف مكانه رغم ضعفها وعدم قدرتها على الوقوف، وهي مصممة أن تقف ليجلس، وهو يرفض حياءً فهي سيدة كبيرة تستحق الراحة أيضا.
 
 
 
وبين إصرار السيدة ورفض الشاب تجسدت معاني الرحمة والإنسانية من موقف السيدة، فهي رغم كبر سنها وحاجتها لمقعد، حتى إذا وقفت تأرجحت يمينا ويسارا ولم تضبط توازنها، وبين حياء الشاب ومروءته، إذ أصر هو الآخر على الرفض، رغم عدم قدرته على الوقوف، فبدى من هيئته، أنه لا يستطيع الوقوف أو الحركة بسهولة، ورصدت عدسة "العاصمة" الموقف الإنساني الجميل.
 
ووثق "العاصمة" الموقف ليشير إلى أن عبارة "لسة فينا الخير" حقيقية وتصف حال المصريين وحبهم لبعضهم البعض، فمروءتنا وإنسانيتنا لا تغيب، كامنة فينا، وانتهى الموقف بوصول السرفيس الأجرة إلى حيث مقصده ونزل الركاب أرضا، إلا أن السيدة لم تنصرف، ووقفت جوار السيارة مادة يدها للشاب لتساعده على النزول، ثم ربتت على كتفه مودعة إياه وكأنه طفلها الصغير.
 
سيدة تتنازل عن مقعدها لشاب:
وقالت السيدة "إيمان عزت" عن موقفها الذي تكسوه الرحمة لـ "العاصمة" أنها بمجرد الصعود للسيارة ارتمت بجسدها على الكرسي بعد مشوار صعب في الحر، لافتة إلا أنها لم تستطع الجلوس حال رؤية الشاب في حالة صحية تمنعه من الحركة بسهولة أو الوقوف.
 
 
مصر جميلة بأولادها وعاداتها:
وأضافت أنها تعاملت معه كما لو كان إبنها، لافتة إلى أن الشباب في مثل عمره لم يتحركن لأجله وتركوه رغم حالته، فقامت له بكل حب لتجلسه، مرددة: "كلنا فينا الخير ويمكن الشباب مخدتش بالها أو لسة صغيرين، إنما أنا اتعاملت بقلب أم"، مختتمة حديثها ل"العاصمة" أنا مش حالة فردية وكل يوم بنشوف الخير ونرد لبعضنا الخير، ومصر جميلة بأولادها وعاداتها وتقاليدها".