لا يعترفون بألمانيا الحديثة.. ما هي حركة «مواطني الرايخ» الألمانية التي سعت للانقلاب؟
كتب: أحمد حسني
ألقت السلطات الألمانية اليوم الأربعاء على 25 شخص بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري في البلاد، وقيل أن المشتبه بهم أعضاء في حركة مواطني الرايخ المتطرفة.
ما هي حركة مواطني الرايخ؟
لا يعتقد أعضاء حركة مواطني الرايخ بالجمهورية الألمانية الاتحادية كما لا يعترفون بأي حكومة مثلت البلاد بعد انتهاء الحكم النازي بسقوط هتلر واحتلال روسيا لألمانيا.
كما يعتقد أعضاء الحركة ويؤكدون أن الدولة الألمانية الحديثة في شكلها الحالي ما هي إلا مقاطعة أو منطقة إدارية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وبريطانيا.
ويروج بعضهم لنظرية مؤامرة مفادها أن ألمانيا الحديثة مستعمرة أمريكية، أو مجرد منطقة إدارية تابعة لقوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
يؤمن «مواطني الرايخ» بحدود الإمبراطورية الألمانية عام 1871، وبأنها هي الحدود الشرعية للبلاد، وأن قوات الحلفاء التي هزمت النازيين خلال الحرب العالمية الثانية تحتل أجزاء من ألمانيا.
تكوين وتشكيل حركة مواطني الرايخ
تتكون الحركة من جماعات صغيرة وأفراد، وتنشط في ولايات براندنبورج، وميكلينبورج فوربومرن، وبافاريا، ويقوم بعض أعضاء الحركة بطبع جوازات سفر ورخص قيادة خاصة بهم، مكتوب عليها «الرايخ الألماني»، ويعلن البعض منهم نيتهم في مواصلة المعركة ضد جمهورية ألمانيا الاتحادية.
تعادي الحركة في جوهرها الصهيونية ومتهمة بمعادات السامية وتشير التقارير الواردة من سلطة الاحتلال الإسرائيلي أن أشخاص منتمين للحركة ينكرون المحارق النازية ويؤكدون أن اليهود يسيطرون على العالم.
قدر مكتب حماية الدستور الألماني -وكالة استخبارات داخلية في ألمانيا- عدد أعضاء الحركة بنحو 21 ألف عضوًا، من بينهم 5 في المئة مصنفون بوصفهم يمينيين متطرفين.
تاريخ بداية حركة مواطني الرايخ
يعتقد أن فكرة الحركة بدأت بالتشكل في ثمانينيات القرن الماضي، ولم يكن يُلتفت إليهم، وكان الألمان يصفونهم بأنهم مجموعة من غريبي الأطوار، ولكنها في الأعوام الماضية لفتت الانتباه إليها، بعد أن بدأ أعضاؤها يتبنون أعمال العنف ونزعوا لاستخدام السلاح وتخزينه بكميات.
في الأعوام القليلة الماضية عثرت الشرطة على مستودعات للأسلحة والذخيرة أثناء عمليات تفتيش لمنازل أعضاء الحركة.
انضم عدد من الحركة إلى الجيش الألماني، وبدأوا في محاولة للانضمام إلى مفاصل الدولة بشكل أكبر حتى يستطيعوا إكمال مهامهم في السيطرة على الحكم.