Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

من هتلر إلى الحرب الباردة.. تاريخ الصراع الروسي مع المعسكر الغربي

 كتب:  أحمد حسني
 
من هتلر إلى الحرب الباردة.. تاريخ الصراع الروسي مع المعسكر الغربي
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف اليوم الاثنين أن العملية العسكرية الخاصة كانت أمرًا ضروريا لإحباط خطط تحويل أوكرانيا لدولة معادية لروسيا.

ويعتبر الشعب الروسي أن بلاده دائمًا مستهدفة، منذ حرب نابليون، والحرب العالمية الثانية التي قادها هتلر ضدها بهدف احتلالها، وهو يعد ضربًا من الخيال أن يتم يستطيع احتلال السيطرة على الدولة الروسية عندما كانت الاتحاد السوفيتي أو في شكلها الاتحادي الحالي، بسبب مساحتها الضخمة وطبيعتها الجغرافية، ونظرًا أيضًا لأجوائها المختلفة عن أي مكان في العالم.

لا تعتبر روسيا نفسها بلدًا أوروبيا، وهو ما يظهر دائمًا في أوقات كثيرة، كما يعد الروس أن بلادهم هي القوة العظيمة ويعتزون دائمًا بهويتهم المستقلة.

تمتلك روسيا العديد من الثقافات المتعددة وذلك لاختلاف العرقيات الروسية، فهي بلد زاخر بالتعددية، ويعتبر العديد من المحللين السياسيين أن روسيا بها كل طوائف العالم بسبب الأعراق المتواجدة به.

قتل خلال الحرب العالمية الثانية ما يقارب الـ40 مليون شخص، كان من روسيا وحدها ما يقارب الـ20 مليون شخص، وكان بالطبع أغلبهم من المدنيين، حيث لا يوجد جيش يملك هذا القوام في أفراده، وأسر منهم نحو مليون شخص، شكلوا فيما بعد الجيش الروسي الحر، الذي قاده الألمان لاقتحام روسيا، وكانوا الأشد بأسًا على الجيش الروسي.

بعد انتهاء الحرب تم تشكيل حلف الناتو واعتبرته روسيا في شكلها القديم -الاتحاد السوفيتي- التهديد المباشر لها، وسرعان ما شكلت هي وحلفائها في الاتحاد حلف وارسو بقيادة روسيا وبولندا، الذي انتهى دوره بسقوط الاتحاد السوفيتي.

وكان من ضمن الاتفاق على التحالف العسكري ألا تنضم اي دولة منهم إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو ما بدأ يخرج تحت السيطرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 على يد الرئيس الأخير للاتحاد ميخائيل جورباتشوف، وبالفعل بدأت العديد من الدول التي كانت في حلف وارسو طلب الانضمام لحلف الناتو، وهو ما ترفضه روسيا بشكل قاطع، لأنها تعتبره أمنها القومي، وأنه تهديد مباشر لوجودها كدولة.

تأكد العالم أنه بانهيار الاتحاد السوفيتي، دانت القوة والسيطرة للولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها من الدول الغربية وأنه لا فائدة من محاربة الروس بشكل رسمي وبجيوش نظامية كالمعتاد، وهو ما استدعى أن تستغل أمريكا الظرف بشكل أكبر لأنها لا تضمن روسيا، أن تؤسس لحلفائها لحكم الدول التي خرجت من الاتحاد السوفيتي بهدف تطويق روسيا من جميع الجوانب.

مع مجيئ الرئيس الروسي القوي فلاديمير بوتين صاحب الخلفية المخابراتية، والذي يمتلك الحس الروسي غير القابل للتبعية للمعسكر الغربي، هدد ما كان المعسكر يُخطط له، ولأنه يعلم الاستراتيجية التي تم بها قيادة الحرب الباردة في مواجهة الاتحاد السوفيتي، قرر تكرار نفس السيناريو، وتبنته روسيا بشكل كبير.

وبدأ رحلة النمو الداخلي في روسيا، وهو ما لا يتفهمه الغرب، وبدأ يبعد عن الصراعات العسكرية بشكل أو بآخر، وأن يخطط لتأسيس الدولة بشكل حديث، وألا يكون له دور في الخارج الروسي حتى ولو بشكل مؤقت، حتى يتسنى له بناء الدولة بالشكل الذي يريده.

وجد العالم الغربي أن روسيا استطاعت أن تؤسس لدولة كبيرة في وقت قصير، وأنها قادرة على التطور، فظهرت الأفكار الخاصة بثورات الربيع التي كان المقصود بها نشر البلبلة في الدول التي كانت تحت الحكم السوفيتي، بقصد تغيير حكامها الموالون لروسيا، والإتيان بحكام يميلون للمعسكر الغربي وهو ما حدث مع الرئيس الأوكراني يانكوفيتش الذي آثر عدم الانحياز لأي من المعسكرين إلى أن تمت الإطاحة به في 2014.

فهم بوتين الدرس واستوعب الصدمة الواحدة تلو الأخرى، لكنه ما عاد يستطيع إكمال سيناريو الحرب الباردة، دون أن ينقل الصراع خارج أرضه، وهو ما بدأ على الفور بفعله، فقام باقتحام شبه جزيرة القرم في عام 2014، وأعلن سيطرته عليها واعتبارها جزء لا يتجزأ من الأراضي الروسية، ليبدأ بخطوة استباقية بعد أن طالبت أوكرانيا أكثر من مرة الانضمام لحلف الناتو.

سارعت أوكرانيا بطلب لحلف الناتو بالانضمام، وهو ما دعا بوتين لأن يلفت الانتباه إلى أن هذه الخطوة لا تشكل خطرًا عليه شخصيًا، وإنما يشكل تهديدًا صريحًا على كيان الدولة الروسية، وبقاء موسكو من عدمه.

ولأن الرئيس الروسي يعي تمامًا ما هو مقدر له، فاختار الطريق الآخر وقرر ألا يسير في الاتجاه المرسوم له، فقرر مرة أخرى نقل الصراع خارج روسيا، وأعلن عن العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.