بعد رفع الحظر عن ويكيليكس.. مزاعم قطع البترول عن الغرب في حرب أكتوبر 1973 تمثيلية أمريكية سعودية
كتب: رويدا حلفاوي
كان الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود أثناء حرب أكتوبر 1973 ملكًا للملكة العربية السعودية، وزُعم أنه كان يعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة مصر وسوريا، كما زُعم أيضًا أن قطع البترول عن الغرب كان تمثيلية أمريكية سعودية لتلميع الملك فيصل.
وبعد انتهاء حرب أكتوبر زاد دخل السعودية نتيجة لزيادة ارتفاع الطلب على النفط، ووفقًا لموقع ويكيليكس بعد رفع الحظر عنه أن العرض في السعودية انخفض حيث قدرت السفارة الأمريكية الزيادة بأنها من 4 إلى 8 مليار دولار سنويًا، كما أتاح الموقع أكثر من مليون وسبعمائة ألف برقية توثق مراسلات السفارة الأمريكية ولقاءتها واستراتيجيتها وتحليلاتها في حقبة السبعينيات، لتُعتبر تلك البرقيات هي مرجع ثري وسرد دقيق يساعد على فهم كواليس السياسة الحديثة.
ومن المتداول أيضًا أن السعودية في 10 رمضان الموافق 6 أكتوبر أمام اختبار حقيقي بعد قيام مصر وسوريا بشن هجومهما على إسرائيل في يوم الغفران، وذلك لاستعادة الجولان وسيناء الذين احتلتهما إسرائيل عام 1967، لتشير البرقيات السرية إلى أن السعودية لم تكن تعلم شيئًا عن هذا الهجوم على عكس الروايات التي تحاول إبراز دورها بأنها كانت قد رتبت بشكل سابق لاستخدام النفط في إنجاح المعركة.
وانتشرت أقاويل بأن الملك فيصل قد قدم دعم مالي للولايات المتحدة بقيمة 200 مليون دولار، وذلك من خلال شراء سندات حكومية أمريكية، وتم استخدام تلك الأموال لتمويل جهود الولايات المتحدة في مواجهة الهجوم العسكري الذي شنته مصر وسوريا.
ومن ضمن المزاعم أيضًا لقاء محمود ملحس مساعد الأمير فهد بالسفير الأمريكي وقال له أنه منزعج وأنه يعده عبثيًا لكن السعودية ستضطر لمساعدتهما ومراعاة الضغوط الداخلية.
ويُقال أن الصحافة السعودية عتمت على أي ذكر لتسليح أمريكا لإسرائيل وحذفت أجزاء من خطبة السادات التي يشير فيها إلى معونة أمريكا لإسرائيل، وأخبرت وزارة الإعلام السفارة الأمريكية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية عمر السقاف في الأمم المتحدة هدد بقطع النفط، لكن يبدو أنه كان تصريحًا ارتجاليًا إذ أن السفارة البريطانية سألت سعود الفيصل عن ذلك فأخبرهم أنه لم يكن على علم مسبق.
ومن المتداول أن الأمير سلطان صرح أيضًا أن السعودية ستقلل من إمدادات النفط لكن الخارجية السعودية أخبرت السفارة أن حديث الأمير سلطان عام ولا علاقة له بالظروف الراهنة، وفي تلك الأثناء أخبر مسؤولون سعوديون السفارة الأمريكية أنهم يستبعدون أن تخوض السعودية الحرب لكنها لا تستطيع أن تمكث هكذا وقررت أنه حتى إذا اضطرت للمشاركة ستكون مشاركتها رمزية.
ويُزعم أن السعودية أخبرت الأردن في 10 أكتوبر أنها سترسل كتيبة إلى سوريا فخاف رئيس الوزراء الأردني زيد الرفاعي من ذلك فاتصل بالسفارة الأمريكية في عمان ليطلب منها أن تتواصل مع الملك فيصل لأن الأردن لن تستطيع أن ترفض.
وفي تلك الأثناء كانت الصحافة السعودية تهوّل من دور السعودية وتشيد بمشاركتها في الجبهة السورية للتأكد أمريكا بأن السعودية لن تقدم على شيء ولتحكم قبضتها راسلت وزارة الخارجية الأمريكية شركات الدفاع الأمريكية طالبة منها ألا تشترك في أي نشاط خارج حدود السعودية.
وفي 11 أكتوبر التقى الأمير نواف بن عبدالعزيز بالسفير الأمريكي ليؤكد له حرص السعودية على علاقتهما بأمريكا وعلى ضرورة وقف إطلاق النار ليؤكد له العرب أنهم لا يريدون تدمير إسرائيل بل تنفيذ قرار مجلس الأمن 242 الذي قضى بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 1967.
وكانت قد دعت الكويت في 10 أكتوبر الدول المصدرة للنفط لاجتماع عاجل لبحث استخدام سلاح النفط وجاءت الدعوة بعد تنامي ضغط البرلمان الكويتي والاحتجاجات الشعبية.
وفي ذلك الوقت أكد ولي العهد الكويتي جابر الأحمد الصباح للسفير البريطاني أن الكويت لا تريد أن تضر أصدقاءها فهي تحتاجهم، وفي 17 أكتوبر عُقد الاجتماع وسرعان ما وشى وزير النفط السعودي أحمد زكي يماني بمجرياته التفصيلية للسفارة الأمريكية بأن العراق وليبيا كانتا تقفان في الجانب الرديكالي، لذلك طالبا بقطع النفط تمامًا وقطع العلاقات مع أمريكا وسحب أرصدة الدولار لينهار، لكن السعودية واجهت بشدة كل تلك المقترحات.
لذلك دعت العراق الدول للانسحاب من الاجتماع لكن لم يلحق بها أحد، وانتهى الاجتماع بعد التسوية إلى خفض نسبة الإنتاج 5% على الأقل شهريًا وبأثر رجعي حتى حل القضية.