«مرض مُزمن وجثة متعفنة».. مأساة «عجوز قليوب» مات وحيدًا بين «أربع حيطان»

دفعته الخلافات الزوجية إلى الانفصال عن زوجته، وقرر أن يعيش وحيدًا بين «أربعة حيطان»، يقضى يومه بين التلفاز وهاتفه الذي سكت عن الرنين إلا لأوقات نادرة من اتصال بضع أصدقاء له، حتى بلغ من العمر 60 عاما، ليشتم الجيران رائحة كريهة انبعثت من شقته، ليكتشفوا جثته في حالة تعفن.

بات «أشرف» يستيقظ من نومه مبكرا، يذهل لشراء وجبة الفطار، ثم يعود إلى بيته يتناول وجبته بمفرده، بعدما انفصل عن زوجته منذ قرابة 20 عامًا، قرر بعدها أن يقضي باقي حياته وحيدا بلا أنيس أو جليس، يشاركه معه ملذات الحياة.

اقرأ أيضا:حملات نظافة خارج وداخل المدارس والمعاهد الأزهرية...

لم يتخيل الزوج أن حياته ستنقضي وتمر هكذا حتى بلوغ الستين، دون شريكة حياة تؤانسه ليل نهار، وبخاصة أنه لم ينجب أطفالًا خلال زيجته، وبالفعل مرت الأيام والشهور والسنين، حتى وصل إلى سن الستين، ويسرقه قطار الحياة وحيدا، تزامنا مع مرض مُزمن أصابه في الكبر.

رائحة كريهة انبعثت من داخل مسكن الزوج بمنطقة «بلقس» في مركز قليوب بالقليوبية، طرق الجيران الباب على الرجل العجوز، إلا أنه لم يجبهم أحد، فعاودوا الطرق على الباب مجددًا، واستمر الحال هكذا، حتى ارتاب الأهالي في أمر الرجل الذي يسكن وحيدا، فقرروا الاتصال بشرطة النجدة لاستطلاع الأمر.

قوة من رجال نجدة القليوبية بالتنسيق مع ضباط مركز شرطة قليوب، قرروا كسر باب الشقة، ليكتشفوا جثة الرجل، متوفيا، داخل شقته.

لقي «أشرف» ربه، بعدما انفصل عن زوجته، وأصيب بمرض مزمن، لتصبح الأدوية والمسكنات شريكه في يومه الطويل الذي كان يمر عليه بعناء وجهد منقطع النظير.

التحريات الأولية التي أجراها رجال مباحث قليوب، أشارت إلى مكوث الرجل المتوفي بمفرده في مسكنه، بعد انفصاله عن زوجته، وأضافت أنه كان يعاني من مرض مزمن، استوجب علاجه لفترات طويلة.

نقلت سيارة إسعاف جثة «أشرف» المتوفي، إلى مستشفى قليوب المركزي، تحت تصرف النيابة العامة، لحين استصدار أمر بدفنها، وتبين من مناظرة الجثة أنه يرتدي كامل ملابسه، وعثر على جثته في حالة تعفن، بما يشير إلى وفاته قبل عدة أيام، دون شعور الجيران، كما توصلت معاينة شقة المتوفي إلى العثور على كافة متعلقاته، وتبين سلامة منافذ الشقة.

اقرأ أيضا:علام يقود حملة لإزالة الإشغالات والتعديات في...

أمرت النيابة العامة بالقليوبية، بإجراء التحريات النهائية حول ظروف وملابسات الواقعة، وصرحت بدفن جثة المتوفي، بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليها، لبيان وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة.