كيف قضى «دانيال» على أحلام «وائل» شهيد لقمة العيش؟
كتب: تهامى المصرى
غادر «وائل» ابن قرية جهينة بمحافظة سوهاج، البلاد متوجها قبل أشهر قليلة، للعمل في ليبيا، ورغم أنها كانت أول مرة فيها يترك أسرته ويغادر قريته التي عاش ونشأ فيها، إلا أنه مُحملًا بآمال وطموحات غير مسبوقة بغية تدبير نفقاته ومحاولة تجهيز شقته ومعاونة أسرته متوسطة الدخل في ظروف الحياة.
أتم وائل الثامنة عشر من عمره، وعزم النية على السفر رفقة آخرين من بلدته إلى ليبيا، إلا أن رحلة عمله لم تكتمل وقضى إعصار دانيال على أحلامه فلم يمكث في درنة سوى أشهر قليلة، حتى عاد جثة محمولًا في كفنه، إلى أسرته وسط العشرات ممن لقوا مصرعهم بسبب الإعصار المدمر.
بالكاد تحدث الحاج رجب كمال، والد «وائل» شهيد لقمة العيش- أمام قبر ابنه، بعدما ورى عليه الثرى، وسط بكاء وانهيار من كافة أفراد أسرته وأبناء قريته بسوهاج.
لم يتمالك الأب نفسه وقال «وائل كان حاسس إنه هيموت، وآخر مكالمة كان خايف وقالى خلي بالك من أخواتي»، فيما عجزت باقي أسرته عن الحديث بعد تشييع جثمانه في مقابر الأسرة.
تفاصيل المكالمة الأخيرة بين وائل وأسرته، حكى عنها والد الضحية مشيرًا إلى أن وائل كان قد وعده بالنزول في إجازة لهم مطلع العام المقبل، متابعًا «أول مرة يسافر ويبعد عننا، النهاردة وائل مات وسابنا في حزن طول العمر».
«مكنش عارف يعمل ايه ويروح فين بالظبط بسبب الإعصار»، يقول والد وائل، مضيفًا أنه نصحه بالبحث عن مكان آمن له بعيدا عن الأماكن المهددة في درنة.
اقرأ أيضا.. معرض أثرى مؤقت عن النبات فى الفن القبطى بمتحف...
تلقت أسرة وائل نبأ وفاته، وحلّ عليهم كالصاعقة، انهيارات وإغماءات انتابت الجميع من أسرة الشاب الصغير، الذي قضى الإعصار المدمر على هدفه وأمنياته، ليكتب له آخر فصل من فصول حياته في مقابر الأسرة بنجع عبد الرسول في مركز جهينة بسوهاج.