


توقعات بخفض قيمة الجنيه تدريجيًا من خلال «سعر الصرف المدار».. فما تأثيره على الاقتصاد المصري ؟
كتب: محمد العربي




توقع المصرف الأمريكي جولدن مان ساكس، ومؤسسة فيتش سوليوشنز، اتجاه مصر نحو تخفيض سعر الصرف بشكل تدريجي عبر الية (سعر الصرف المدار) مقابل الدولار مع نهاية الربع الأول من العام الجاري أو خلال الربع الثاني بعد التوصل لاتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي.
ما هو سعر الصرف المدار (تعويم الجنيه)
سعر الصرف المدار هو سعر صرف العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية في سوق الصرف العالمي والذي يتم تحديده سعر بناءً على قوانين العرض والطلب على العملات الأجنبية.
وعندما يتم ذكر سعر الصرف المدار، فإنه يشير إلى السعر الحالي لتحويل العملة المحلية إلى عملة أجنبية أو العكس بناءً على الأسعار العالمية. يعتبر سعر الصرف المدار مؤشرًا لقوة أو ضعف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
عندما يكون سعر الصرف المدار مرتفعًا، يعني ذلك أن قيمة العملة المحلية قوية وأنه يمكن شراء كمية أكبر من العملة الأجنبية بوحدة العملة المحلية. وعلى العكس من ذلك، عندما يكون سعر الصرف المدار منخفضًا، يعني ذلك أن قيمة العملة المحلية ضعيفة وأنه يتطلب المزيد من العملة المحلية لشراء كمية محدودة من العملة الأجنبية.
أثار سعر الصرف المدار على الاقتصاد المصري
تأثير سعر الصرف المدار على الاقتصاد يعتمد على البلد وظروفه الاقتصادية، على سبيل المثال، عندما يكون سعر الصرف المحلي منخفضًا، قد يزيد الصادرات ويشجع السياحة والاستثمارات الأجنبية.
وعلى الجانب المقابل، عندما يكون سعر الصرف مرتفعًا، قد يزيد استيراد السلع والخدمات وتكاليف الديون الخارجية.
مهمة البنوك المركزية في العديد من الدول هي تنظيم سعر الصرف المدار والتدخل في السوق للحفاظ على استقرار العملة المحلية والاقتصاد بشكل عام ويعتبر سعر الصرف المدار أحد المؤشرات الاقتصادية الهامة التي يتم متابعتها بعناية من قبل الحكومات والمستثمرين والأفراد الذين يشاركون في النشاطات التجارية الدولية.
وتشهد مصر حاليًا تقلبات في سوق الصرف واضطرابات في أسعار العملات الأجنبية، بسبب عدد من العوامل الاقتصادية العالمية والتحديات المحلية التي تؤثر على الاقتصاد المصري.
فيما يتعلق بالدولار الأمريكي، فإن سعر الصرف المدار في مصر يتأثر بالعرض والطلب وفي الفترة الأخيرة، ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري بشكل ملحوظ بسبب شح توافر السيولة الدولارية في القطاع المصرفي والقنوات الشرعية للدولار.
عوامل تؤثر في تحديد سعر الصرف المدار
1. العرض والطلب:
تعتبر قوى العرض والطلب على العملات الأجنبية من أهم العوامل التي تؤثر في تحديد سعر الصرف المدار فعندما يكون هناك طلب كبير على عملة معينة، يزيد سعرها مقابل العملة المحلية وعلى العكس، عندما يزداد العرض وينخفض الطلب، فإن سعر الصرف ينخفض.
2. الفائدة:
تتأثر أسعار الصرف بفروق أسعار الفائدة بين الدول وعادةً ما يتجه المستثمرون إلى البلدان التي تقدم أعلى نسب فائدة على استثماراتهم، وبالتالي قد يزيد الطلب على العملة المحلية ويؤدي إلى ارتفاع قيمتها.
3. الاستقرار السياسي والاقتصادي:
يؤثر الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلد على سعر الصرف المدار، عندما يكون هناك استقرار سياسي واقتصادي قوي، يتزايد الثقة في العملة المحلية ويزيد الاستثمار الأجنبي، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.
4. المعروض النقدي:
يتأثر سعر الصرف المدار بكمية العملة المحلية المتداولة في السوق فإذا زاد المعروض النقدي بشكل كبير، فإن قيمة العملة المحلية قد تنخفض.
5. التضخم:
يؤثر معدل التضخم في البلد على سعر الصرف المدار وعندما يكون التضخم في البلد عاليًا بشكل ملحوظ، فإن قوة العملة المحلية قد تتأثر سلبًا وتنخفض قيمتها.
6. العوامل الاقتصادية العالمية:
تؤثر الأحداث والتطورات الاقتصادية العالمية، مثل التباطؤ الاقتصادي في دول كبرى أو التوترات التجارية العالمية، على سعر الصرف المدار ويمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى تقلبات في أسعار العملات الأجنبية.