قرية حصة شبشير.. معجزة العسل والقرآن في قلب مصر
كتب: رحاب جمعة
في قلب محافظة الغربية، تتوجَّه الأنظار نحو قرية فريدة من نوعها، حيث تمتاز بملامح استثنائية لا تجدها في الكثير من المدن والقرى. تحكي هذه القرية قصة نجاح ترسم صورة متميزة للتطوير والابتكار في بيئة مجتمعية ملهمة.
تبرز قرية حصة شبشير في مركز طنطا بمحافظة الغربية كواحدة من أكبر القرى النموذجية في مصر، حيث تجسد قصة نجاح فريدة من نوعها تجمع بين إنتاج عسل النحل وتعليم القرآن الكريم. وفيما تعد القرية بيتًا لمنتجات النحل، تعتبر أيضًا مركزًا رئيسيًا لتحفيظ القرآن الكريم، مما جعلها تحظى بلقب "الشفاءين"، حيث يتواجد في كل بيت على الأقل شخص من حفظة القرآن.
قرية الغربية صاحبة نصف انتاج مصر من العسل
تمتاز قرية الشفاءين بنموذج تعليمي واقتصادي مبتكر، حيث يجمع بين العلم والدين والاقتصاد.
فتتصدر القرية إنتاج عسل النحل في مصر، حيث تصدر نصف إنتاج العسل الوطني للخارج ومع ذلك لا تتوقف مزايا القرية عند العسل فحسب، بل تمتد إلى تحصيل المعرفة والعمل الدؤوب.
يشهد سكان القرية معدلات نجاح عالية في الدراسة والعمل، حيث يعمل شبابها في مجال تربية النحل وإنتاج العسل بنسبة 90%، ويتبوأون مناصب مرموقة في مجالات مختلفة. وبفضل مستوى الالتزام والتحصيل العلمي العالي، تتصدر القرية المشهد التعليمي والمهني في مصر.
القرية لا يوجد بها مقاهي ولا كوفي شوب واحد وذلك لأن شبابها يفضل العمل الدؤوب.
ويعتبر موسمي البرسيم والموالح هما الموسمان الأساسيان لإنتاج العسل في القرية، حيث تقوم خلايا النحل بنقل وتوزيع الرحيق وحبوب اللقاح في المناطق الزراعية، مما يسهم في إنتاج عسل طبيعي بجودة عالية.
وبجانب إنتاج العسل، تعمل القرية على توفير مستلزمات تربية النحل والطرود طوال العام، مما يجعلها مركزًا متكاملًا لقطاع النحل في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع سكان القرية بثقافة اجتماعية تحمل قيم التفاني والعمل الجاد، مما يجعلها مجتمعًا مثاليًا للتنمية المستدامة والازدهار.
تحكي قرية حصة شبشير قصة نجاح استثنائية تدل على قدرة الجماعات الصغيرة على التميز والتطور، وتجسد مثالًا يحتذى به في تحقيق التنمية المتوازنة بين الدين والعلم والاقتصاد.
أقرأ أيضًـــــــــــــــــــــــــــــــــا:
