


تنجيك من 7 مصائب يومية فلا تضيعها.. إليك فضل سورة الفلق
كتب: حسناء حسن




لا شك أن معرفة فضل سورة الفلق أمر في غاية الأهمية، فهي تحتوي على تحذيرات ودعوات للاستعاذة بالله تعالى من الشرور المختلفة، مما يجعلها ذات مكانة خاصة بين سور القرآن الكريم، على الرغم من قصرها حيث تتألف من خمس آيات فقط. إلا أن كثرة الأحاديث النبوية التي تحث على قراءتها تؤكد عظيم فضائلها التي لا ينبغي إغفالها أو تجاهلها.
فضل سورة الفلق
تُعد سورة الفلق من السور العظيمة التي يحمل حفظها الكثير من المنافع الروحية والجسدية، إذ تُحصّن الإنسان وتحميه من الشرور التي تحيط به، سواء من شر الشياطين، أو العين والحسد، أو أذى الجن. روى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه قوله:
"يا عقبة، ألا أعلّمك سورًا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها؟ لا يأتيك إلا قرأتها فيها: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس."
كما نقل ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"يا ابن عباس، ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، هاتين السورتين."
وفي حديث عبد الله بن خبيب، حيث قال:
"خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله ليصلي لنا، فأدركناه فقال: أصليتم؟ قلت لا. فقال: قل، قلت: ماذا أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء."
المعوذتين هنا هما سورتي الفلق والناس.
ويقول الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلتا المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما."
سورة الفلق: مكيّة أم مدنية؟
عدد آيات سورة الفلق خمس آيات فقط، إلا أن أهل العلم اختلفوا في مكان نزولها. فمنهم من يرى أنها مكية استنادًا إلى آراء الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، بينما يرى ابن عباس وقتادة أنها مدنية. وأكثر الروايات ترجح نزولها في مكة، وذلك لأن أسلوبها يشير إلى مكيّتها المبكرة.
نص سورة الفلق مكتوبة
قال تعالى في سورة الفلق:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
مقاصد السورة وحكمها الروحية
تحمل سورة الفلق معانٍ عظيمة تتمثل في تربية الإنسان على اللجوء إلى الله وحده في الحماية من كافة أنواع الشرور والمخاوف التي قد تداهم حياته، سواء كانت ظاهرة كالليل وظلمة الغاسق، أو باطنية كالسحر والحسد. فالاعتماد على قدرة الله عز وجل هو الأصل في طلب الحماية، كما تؤكد الآية الأولى "قل أعوذ برب الفلق" حيث الفلق يعني الصبح والخلق، فيُعلّم الله عباده اللجوء إليه لاستمداد القوة والطمأنينة.
توضح الآية الثانية "من شر ما خلق" أن الاستعاذة تشمل كل المخلوقات التي فيها شر محتمل، وهذا يتضمن الشر الذي قد يأتي من الليل أو العين أو الحسد.
أما الآية الثالثة فتشير إلى "شر غاسق إذا وقب"، أي ظلمة الليل ووقت دخولها، ويُفسرها بعض العلماء بأنها تشمل ظلمة الليل أو الكسوف الذي يكون القمر فيه مظلماً.
وتتحدث الآية الرابعة عن "شر النفاثات في العقد" أي السحر، حيث كان السحر في الجاهلية يتم بنفث شيء في عقد أو أشياء أخرى، وتشمل الاستعاذة هنا من نفث الأرواح الخبيثة.
وأخيرًا، تحذر الآية الخامسة من "شر حاسد إذا حسد"، وهو الحسد المؤذي الذي قد يصيب الإنسان بالضرر، وقد ورد في الحديث الشريف أن العين حق.
سبب نزول سورة الفلق
ورد أن سبب نزول سورة الفلق يعود إلى محاولة أحد السحرة المعروفة، لبيد بن الأعصم، إصابة النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر. فأُنزِلَت السورة لتكون رداءً ووقاية من تلك الأذية. كما يقال إن قريش حاولت الإضرار بالنبي من خلال عين شريرة، فكانت السورة والمعوذتين حماية له.
تسمية السورة
سميت سورة الفلق بهذا الاسم لأن بدايتها بالأمر: "قل أعوذ برب الفلق"، حيث تعني كلمة الفلق "الانفلاق" أو الصبح الذي يتفلق عنه الظلام، مما يعبر عن بداية النور والأمل بعد ظلمة الليل، وتُجسد بذلك استعاذة الإنسان بالله من الشرور الظاهرة والخفية.
قصة نزول السورة
جاءت السورة بعد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لمحاولة سحرية، فكان لهجته في الاستعاذة بالله حماية دائمة له وللمؤمنين من كل ما يهددهم من شرور خفية وظاهرة، ما يجعل السورة بمثابة حصن روحي لكل مسلم.