Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أيمن نور الدين يكتب التريندات: ترابيزة القمار التي يُخاطر باللعب عليها نجوم الفن

 كتب:  بقلم: أيمن نور الدين
 
أيمن نور الدين يكتب التريندات:  ترابيزة القمار التي يُخاطر باللعب عليها نجوم الفن
أيمن نور الدين
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

لم تعد الأعمال الفنية وحدها كافية لتمنح نجوم الفن البريق المطلوب مهما بلغت جودتها أو حتى درجة نجاحها.
فهاجس “التريند” أصبح يشغل كثيرين من نجوم مصر والعالم العربي، بل إن الشهرة وحدها لم تعد كافية.
فكم من نجوم الغناء والتمثيل لم تعد السوشيال ميديا تهتم بهم أو بأخبارهم كما ينبغي، لمجرد ابتعادهم عن “الاختراع السحري” في هذا العصر، ألا وهو التريند.

لقد صار التريند هو المبتغى لدى الكثيرين رغم خطورته؛ فهو أشبه بترابيزة قمار قد ترفع شأن الفنان أو تهبط به إلى سابع أرض.
وقد لا يكلف الأمر الفنانين أكثر من صورة تحمل دلالة ما؛ غريبة كانت، أو جريئة، أو معبّرة عن حدث خفيّ وراء الستار.
وقد يصعد فنان ما ويعتلي عرش التريند لبضعة أيام متواصلة بفيديو أو تغريدة أو خبر جذاب.

أسباب كثيرة تدفع بعض الفنانين لاحتلال واجهة التريندات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تلك الأثناء تتراجع أهمية الأعمال الفنية من مسلسلات أو أفلام أو أغانٍ.
ويرجع ذلك إلى “السيكولوجيا الجديدة” لجمهور مواقع التواصل، الذي بات يحمل هاتفه طوال الوقت ويتعامل مع التريندات إمّا بالشجب، أو التأييد، أو السخرية، أو التعاطف.

وفي جميع الأحوال، صار النجوم القادرون على صناعة التريندات هم الذين يظلون في الواجهة، بينما يتراجع الفنانون الذين يكتفون بأعمالهم الفنية ويتجنبون اللعب بلغة التريند بما فيها من مخاطر وبريق، ليظلوا في خلفية الصورة.

فالتريند يحتاج إلى قصص وأحداث مثيرة للجدل، وأحيانًا مستفزة، أو على النقيض أحداث إيجابية جدًا بألوان مثالية زاهية.
فالناس اليوم بحاجة إلى حكايات جديدة واقعية، ويبحثون دائمًا عن أبطال وبطلات لتلك القصص يتفاعلون معهم ويعيشون تفاصيلهم، يمدحونهم حينًا وينتقدونهم حينًا آخر؛ تمامًا كما كان رواد المقاهي قديمًا يستمعون لملحمة أبو زيد الهلالي، لكن رواد المقاهي التكنولوجية عبر الإنترنت أصبحوا أكثر شغفًا ونهمًا تحت ضغوط الحياة واعتمادهم الكبير على مواقع التواصل لتلبية احتياجاتهم النفسية.

ويشارك هؤلاء الملايين في صناعة وانتشار تلك القصص الاجتماعية والإنسانية والسلوكية، فترتفع نسبة انتشارها إلى حد كبير.
فالتريند قد يصنعه شخص واحد أو بضعة أشخاص، لكن من ينجحه في النهاية هم الملايين.
وصار المجتمع الافتراضي يغوص حتى أذنيه في تفاصيل تلك القصص والحكايات، ويتفاعل معها بثقافته وأيديولوجياته، ويختلف حول أبطالها بين مؤيد ومهاجم.

وهكذا دواليك، حتى ينتهي المفعول السحري للتريند ويستنفد أغراضه ويختفي تلقائيًا.
ومن الطريف أن جمهور السوشيال ميديا بات يتحرق شوقًا لتريندات جديدة، وما إن يعثر عليها حتى يعيد دورة الاهتمام والتحليل وإبداء الآراء من جديد.

ولقد خطف وهج التريندات اهتمام الجمهور من متابعة الأعمال الفنية نفسها، إذ أصبح إغراء متابعة القصص الواقعية أقوى من متابعة القصص التمثيلية.
وكلما مرّ الوقت ازداد شغف الجمهور لقصص أكثر إثارة للجدل وتفاصيل أكثر وأكثر.
وبطبيعة الحال، انجرت الصحافة وراء تلك التريندات إن عجزت عن صناعتها بنفسها، على عكس ما كان يحدث في السابق.

ولا يقتصر الأمر على نجوم الفن والرياضة والإعلام فقط؛ فحتى الأشخاص العاديون يمكن أن يتحولوا إلى أبطال تريندات بين يوم وليلة، ويحققوا قدرًا من الشهرة لبضعة أيام، بل وقد يحظون باهتمام الناس أكثر من المشاهير قبل أن يُولد تريند جديد.
فالتريندات عادلة في التعامل مع أبطال القصص، سواء كانوا مشاهير أم لا، بل إنها أصبحت حلًا أسرع وأسهل لتحقيق الشهرة.
وأحيانًا تصبح نجومية القصة بغرابتها وجرأتها أهم من شهرة أصحابها.

ومن ناحية أخرى، نجد بعض نجوم الفن قادرين على المنافسة بقوة على التريندات، بغض النظر عما يحققه ذلك لهم من مكاسب أو خسائر.
فنجد مثلًا أن ارتباط المطرب عمرو دياب بالفنانة دينا الشربيني وما صاحب ذلك من أحداث مثيرة، كان سببًا في احتلالهما التريندات خلال العامين الماضيين.
وكذلك الفنان محمد رمضان، الذي يعد من أكثر نجوم مصر قدرة على تصدر التريندات إيجابًا أو سلبًا، لمهارته في التعامل مع السوشيال ميديا ولعبه على سيكولوجية الجمهور.
وشهدنا في الأسابيع الماضية كيف أن قصة خلاف المطرب تامر حسني مع زوجته بسمة بوسيل تصدّرت التريند لبضعة أيام.

وعلى مستوى الأحداث الفنية، أصبح مهرجان الجونة السينمائي فرصة ذهبية لاحتلال التريندات عبر صورة مميزة أو حركة لافتة أمام الكاميرا أو ملابس جريئة لبعض الفنانات.
وفي المقابل، نجد الكثير من الفنانين الذين يفضلون الابتعاد عن التريندات خيرها وشرها، بل ولا يهتمون كثيرًا بالسوشيال ميديا، ويكتفون بنجاحاتهم الفنية مثل كريم عبد العزيز ومحمد منير وغيرهما.

بينما يستخدم بعض النجوم التريندات لتسويق أعمالهم أو تسويق أنفسهم بشكل جيد.
فالتريند عمومًا قد يكون نعمة أو نقمة، والتعامل معه يجب أن يكون بدقة حتى لا يتسبب في ضرر للفنان.
وفي كل الأحوال، لم يعد ممكنًا تجاهل تأثير التريندات على الساحة الفنية مستقبلًا، سواء كنا معها أو ضدها.
كما لم يعد ممكنًا إغفال السيكولوجيا الجديدة للمتلقي الذي بات نهِمًا لمتابعة القصص المثيرة والتفاعل معها عبر التريندات.
ومع مرور الوقت سيكبر تأثير ذلك على الساحة