حكاية طفلة تركتها والدتها تضور جوعا حتى الموت

بصراخات تهز القلوب جلست صاحبة العامين وحيدة، بين جدران غرفتها التي تركتها فيها والدتها في الصباح الباكر للبحث عن "الكيف" الذي أصبح كل حياتها بعدما أدمنته، جعلها تترك فلذة كبدها بدون طعام حتى فارقت الحياة دون أن يشعر بها أحداً.

آهات وصراخات اعتاد على سماعها الجيران منذ شهور مضت، حينما انتزعت الرحمة من قلب الأم لتترك صغيرتها في كل صباح وتخرج لتعاطي المواد المخدرة التي أصبحت جزءا من حياتها اليومية بعد إدمانها، وتظل الطفلة وحيدة على فراشها تنتظر عودة الأم حتى تطعمها وتهدأ أمعائها وتبتل عروقها لتدخل في النوم العميق بعد يوم شاق من المعاناة والصراع مع الجوع.

قبل وفاة الطفلة بعدة أيام استوقف الأم أحد الجيران وأخبرها: "يامدام بنتك كل يوم بتفضل تصرخ من الصبح لآخر اليوم"، لم تلقى الأم بالا لتلك الكلمات لتنصرف كعادتها باحثة عن "الكيف" ولكن جسد الصغيرة لم يتحمل تلك المعاناة وإهمال الأم التي لم تعرف للأمومة والرحمة طريقا.

رقد الجسد النحيل بعد عدة ساعات من المعاناة والجوع الذي لم يتحمله بشرا، بدأت صرخاتها في الانخفاض ما جعل الجيران يتساءلون من الذي أسكت الصغيرة والشقة مغلقة حتى ظن أحدهم أن الطفلة أصابها مكروه فلجأ إلى إبلاغ الشرطة للحضور والاطمئنان عليها، وبالفعل بعد لحظات من البلاغ حضرت الشرطة التابعة لقسم شرطة طنطا بمحافظة الغربية وعقب استئذان النيابة العامة والتي أصدرت قرارا بكسر باب الشقة.

بجسد مرتجف ووجه شاحب ودموع جافة وملابس رثى، ترقد الطفلة على فراشها الألم يعتصر أحشائها حركات جسدها تتباطأ، أنفاسها تتسارع، انطلقت سيارة الإسعاف مسرعة لنقلها إلى أقرب مستشفى املأ في إنقاذها ولكن الملاك الصغير فارقت الحياة قبل وصولها للمستشفى، وتحفظت النيابة على جثمانها الطاهر داخل ثلاجة الموتى.

بخطوات تترنح عادة الأم يبدو على وجهها السعادة تحمل بين طيات ملابسها المواد المخدرة، دهشة وخوف رسمتها ملامح الأم المتهمة عند مشاهدتها، رجال الشرطة في انتظارها فأخبروها بجريمتها الشنعاء، فتم اقتيادها إلى قسم الشرطة تنفيذاً لإذن النيابة العامة، بعدما كشفت التحريات أنها لم تكن المرة الأولى التي تترك فيها ابنتها لساعات طويلة ووجهت لها تهمة القتل والإهمال وحيازة مواد مخدرة.

وأمرت النيابة العامة حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأحالتها للمحاكمة الجنائية، والتي أصدرت قرار في القضية رقم 33643 لسنة 2020 والمقيدة برقم 1317 لسنة 2020، برئاسة المستشار نبيل محمد ربيع، بالإعدام شنقا للأم لتسببها في قتل طفلتها.