


«رسالة كشفت معاناته».. حكاية شاب قفز في نهر النيل وأنهى حياته بسبب والده
كتب: رجب يونس




ثلاث أيام من البحث المستمر عن جثمان الشاب «زياد» 25 عاما، الذي قرر أن ينهي حياته في لمح البصر، أملا في الخروج من الدنيا حتى يستريح من المشاحنات والمشاجرات المستمرة مع والده، ظنًا منه أنها نهاية المطاف وراح يلقي بنفسه من أعلى كوبري بمنطقة الجيزة حتى استطاعت قوات الإنقاذ النهري من انتشاله وإيداعه داخل ثلاجة الموتى تحت تصرف النيابة العامة.
منذ أن حضر الشاب إلى الدنيا، كانت الأمور تسير بوتيرة طبيعية إلى أن وصل إلى العقد الثاني من عمره، وبدأ شعوره بالنضج ما استوجب على والده معاملته بطريقة مختلفة عن ما كانت في السابق، لكن ذلك لم يحدث، دخل الشاب في حالة اكتئاب سيطرت على وجدانه وعقله حتى بدأ يفكر في إنهاء حياته حتى يستريح من والده الذي كان دائما يشعره أنه طفل صغير لم ينضج بعد.
جلس الشاب بين جدران غرفته الصغيرة، يفكر في التخلص من حياته بطريقة بعيدة عن أنظار أسرته، وقبل أن ينفذ مخططه الذي سيطر على عقله وقلبه، بدأ في تدوين كلمات وكأنها رسالة إلى والده وأصدقائه قبل أن يفارق الحياة، وكتب فيها الشاب: "هييجي يوم وتفتحوا الفيس هتلاقوا حد من أهلي أو حد من أصحابي كاتب إني في ذمة الله،ـ وقتها مش هحتاج غير أنكم تقولوا سيرتي كانت عاملة أزاي معاكم وتدعولي، ومتنسونيش أبدا وأوصيكم إن لم تجدوني في الجنة بينكم فسألوا عني، وقولوا يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك، ومن هنا لليوم ده ربنا يجعلني خفيف على قلوبكم، افتكروني بخير وربنا يسامحني علي اللي هعملوا بوصيتي أبويا ما يمشيش في جنازتي"، هذه كانت الرسالة الأولى التي تم اكتشافها بعد وفاته.
ومع مغيب شمس السماء بقرصها الأحمر الدامي، وكأنها تنعى الشاب العشريني "زياد" الذي قرر الرحيل عن الدنيا، التي ضاقت عليه بما رحبت، حينها ذهب الشاب قاصدا أحد الكباري المطلة على نهر النيل، وقرر القفز دون تردد أو رجوع إلى رشده، حتى كتُبت نهايته بين الأمواج ورحل في غفلة من أسرته، حينها استدعى أحد الأشخاص رجال الإنقاذ النهري، والتي حضرت وقررت البحث عن جثمانه، ولكن المياه جرفته بعيدا، حتى استغرق الأمر ثلاث أيام من البحث عن الشاب المفقود في أسفل نهر النيل.
وبعد ثلاث أيام من غياب الشاب، استطاعت قوات الإنقاذ النهري من استخراج جثمانه وبعدها بدأ التعرف على هويته، وإخطار أسرته من قبل الأجهزة الأمنية التي نقلته إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، واستلمت الأسرة الجثمان وصرحت بدفنه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.