وظائف لاتتأثر بثورة الذكاء الأصطناعي.. تعرّف عليها
كتب: أميرة ناصر
هناك شعور بالخوف والتهديد مع تطور الثورة الصناعية، بأن الآلات الميكانيكية الجديدة التي تستخدم في نسج الأقمشة سوف تقضي على الوظائف البشرية.
وظائف تختفي وتواجة تهديد الذكاء الاصطناعي
وبالنسبة لمعظم البشر كان هذا هو التفكير السائد وقتها. والآن، ومع وجود الذكاء الاصطناعي في كل مكان، فإن بعض الخبراء أدركوا أن التهديد قادم: فالروبوتات (الرجال الآليون) قادمة لتحلّ مكان بعض الوظائف
ونشرت تقرير مجموعة غولدمان ساكس في مارس 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا.
وأشار التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ بسبب الأتمتة.
يقول فورد: "لن يقتصر التغيير على الأفراد فحسب، ولكنه قد يؤثر على الأنظمة إلى حد ما.. يمكن أن يحدث التحول لكثير من الناس وبشكل مفاجئ تماما، ومن المحتمل أن يحدث كل ذلك في نفس الوقت. وهذا له تداعيات على الأفراد، وعلى الاقتصاد بأكمله".
وأطلق الخبراء تحذيراتهم مع بعض التحفظ، فلا تزال هناك أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها - فالمهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق لن يتم المساس بها في الوقت الحالي. لذلك فإن انتقال الأفراد إلى وظائف تعتمد على تلك المهارات سيساعد في تقليل استخدام الروبورتات بدلا من البش ويستطيع الروبوت تشخيص الأمراض بشكل أسرع، لكن المرضى سيرغبون التعامل مع أناس حقيقين لتوجيههم وتثقيفهم.
وهذا لا يعني بالضرورة أن جميع المهن التي تعدّ "إبداعية" ستكون بمأمن، ففي الواقع، قد تكون بعض المهن مثل التصميم الجرافيكي والمهن المتعلقة بالفن المرئي من بين أوائل المهن المهددة؛ إذ يمكن للخوارزميات الأساسية توجيه الروبوت لتحليل ملايين الصور، ما يسمح للذكاء الاصطناعي بإتقان فن الجماليات على الفور
ويضيف فورد أن الفئة الثانية المعزولة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي هي المهن التي تتطلب علاقات شخصية معقدة، مثل مهنة التمريض ومستشاري الأعمال والصحفيين الاستقصائيين.
يقول أيضا: "تلك المهن التي تحتاج إلى فهم عميق جدا للأشخاص، أعتقد أنه سيمر وقت طويل قبل أن يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل وفهم طرق بناء العلاقات العميقة".
الوظائف اليدوية
يقول فورد إن الفئة الثالثة الآمنة هي "الوظائف التي تتطلب الكثير من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة". فالعديد من الوظائف التجارية - مثل الكهربائي والسبّاك و الحداد وما شابه ذلك - تندرج تحت هذه المظلة.
ويضيف: "هذه هي أنواع الوظائف التي تتعامل خلالها مع أوضاع جديدة طوال الوقت".
ومن المرجّح أن يسيطر البشر على المهن التي تقع ضمن تلك الفئات الثلاث، فإن هذا لا يعني أن تلك المهن معزولة تماما عن خطر تطور الذكاء الاصطناعي. تقول جوان سونغ ماكلولين، الأستاذة المساعدة في اقتصاديات العمل بجامعة بوفالو في الولايات المتحدة، إن معظم الوظائف - بغض النظر عن قطاع الصناعة الذي تنتمي له - من المحتمل أن تتم أتمتة بعض جوانبها بواسطة التكنولوجيا، والوظائف التي تتطلب الكثير من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة، لا تزال بعيدة عن متناول الذكاء الاصطناعي.