أحمد عبد العليم قاسم يكتب: سر أغاني وتريلر مسلسلات رمضان
كتب: العاصمة
ربما يكون المعيار الأول لمتابعة أي عمل درامي لقطاع كبير من الجماهير مبني علي نجوم العمل، بينما يذهب قطاع آخر من بينهم المتخصصين مبني على المخرج والكاتب وربما يزيد المتخصصين عمقا بالنظر لباقي العناصر الفنية، لكن بعيدا عن كل الأسماء التي تشارك في عمل نجد أن المواد الترويجية ربما تلعب دورا في تغيير بوصلة الجمهور تلك المواد التي تبدأ بالأفيش ثم يليها التيزر وهو الإعلان التشويقي - الذي لا يصنع دائما – ثم الإعلان الترويجي ( تريلر ) وكثيرا ما يعرض بالتوازي معه أغنية ترويجية للعمل كثيرا ما يتم إنتاجها.
في موسم رمضان هذا العام لا يستطيع إنسان إدراك كل ما يتم إنتاجه ولكن يجد المتخصصون شغف متابعة أكبر كم ممكن وهنا أجدني أعلق على جمال أغاني مثل سمعت صوتا للفشني، لحن أمين بو حافة، تتر الحشاشين، وأغنية أصحاب الأرض لأصالة تتر مسلسل مليحة، وموسيقي جودر لشادي مؤنس، التي استهلها بمقدمة كورساكوف لألف ليلة ليلة.
وتلك هي الثلاثية المصنفة تاريخيا بينما جاءت أغاني شعبية في بابا جه وصدفة وكريم نور وولده نور كريم وأغنية نعمه الأفوكاتو لأصالة، وتلك بعض نماذج الأغاني التي خطفت أذان وأبصار المتابعين، لكن الشيء الأساسي في عملية الترويج هو التريلر أو الإعلان الترويجي للعمل الدرامي والذي ظل سنوات طويلة قاصرا على السينما إلى أن تحول في السنوات الأخيرة إلى عالم دراما الشاشات والمنصات.
من واقع دراستي لفن التريلر وتطوره في مصر والعالم في رسالة الماجستير التي ظللت أعمل عليها 7 أعوام منذ 2012 وحتى 2019، وهي من الدراسات النادرة لهذا الفن باللغة العربية، فإن هناك عدد من العوامل والأسباب التي جعلت تريلر “النهاية” يحقق كل هذا النجاح فنيا وجماهيريا، وفقا لمعايير أكاديمية وليست رأيا شخصيا، وهي
1- مدة التريلر 134 ثانية وهو ما يتوافق مع معيار جمعية الأفلام السينمائية الأمريكية والتي ترى أن التريلر الجيد يجب أن تكون مدته من 120 إلى 150 ثانية.
2- المقطع الدعائي الجيد هو ما يثيرك ويترك انطباعًا قويًا ثم يتركك تنتظر المزيد فرغم، وهو ما قدمه تريلر “النهاية”؛ فبالرغم من تعرف المشاهد على قصة المسلسل بشكل عام لكن الإعلان الدعائى زاد من فضوله بشدة متابعة تفاصيلها وكيفية تنفيذها دراميا.
3-يثير تساؤلات ولا يُعطي إجابة ليفتح الشهية لمتابعة العمل الفني.
4- يظهر التريلر بإيقاع مميز من حيث عدد مرات قطع المشهد، وسرعة مناسبة (زمن ظهور اللقطة) خاطفة للتشويق والجذب.
5- يضم التريلر جملا وعبارات فلسفية وصور تحقق تأثير عاطفي وجمالي يبقى في الذاكرة، كذلك الانتقال بين لقطات عنف وإبهار بشكل سريع تزيد من تشويق المشاهد.
6-يقاس نجاح الإعلان الترويجي على وسائل التواصل الاجتماعي بكم ما يحققه من تفاعلية بالإعجاب أو المشاركة أو التعليق على شكله أو مضمونه، وهو ما حققه برومو “النهاية” بجدارة.
7- استطاع الفيلم توفير معلومات قيمة تساعد المشاهدين والمستثمرين في تكوين توقعات حول نجاح العمل في المستقبل حيث ظهرت فكرة العمل وطبيعة الشخصيات والعلاقات بينهم
8- ويبقى أن نقول أن الإعلان الترويجي الناجح والمؤثر هو ما يبقى في ذاكرتك حتى بعد مشاهدة العمل الدرامي، وهو الأمر الوحيد المؤجل لحين نهاية عرض العمل.
وهكذا يمكننا ان نجري مسابقة بسيطة لنري ماهو التريلر الذي توفرت فيه أكبر نسبة من العوامل الثمانية ليكون هو التريلر الفائز بافضل عملية ترويج لعمل درامي رمضان 1445- 2024 !
_________________________
*أحمد عبد العليم قاسم.. كاتب ومخرج