Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

داليا حسام تكتب: ماسبيرو زمان.. مدرسة الإعلام التي صنعت وجدان المصريين

 كتب:  داليا حسام
 
داليا حسام تكتب: ماسبيرو زمان.. مدرسة الإعلام التي صنعت وجدان المصريين
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
حين تدق الذاكرة أبوابنا وتعود بنا إلى زمن مضى، لا يمكن أن نتجاوز صورة التليفزيون المصري وهو يضيء ببرامجه التي صنعت وجدان أجيال كاملة. لم يكن مجرد شاشة تُعرض عليها أعمال فنية أو أخبار يومية، بل كان نافذة مفتوحة على العالم، ومدرسة تبث القيم والمعرفة، ومنارة للفن الراقي والفكر المستنير. كان ماسبيرو زمان بالنسبة للمصريين بيتًا ثانيًا، يربّي ويعلّم ويُسلي، فيجمع الأسرة حوله ليتابعوا برامج لا تهدف فقط للتسلية، بل تحمل رسالة، وتترك أثرًا.
 
البرامج الثقافية والعلمية
العلم والإيمان: برنامج الدكتور مصطفى محمود الذي جمع بين التأمل والإيمان والبحث العلمي، وربط العقل بالروح في دروس خالدة.
عالم الحيوان: نافذة المشاهدين على البراري والأدغال، حيث عاشوا لحظات داخل عالم الطبيعة.
 
عالم البحر: الذي كشف أسرار المحيطات والكائنات البحرية.
عالم السينما واخترنا لك: لم تقتصر على عرض الأفلام، بل قدمت تحليلًا ونقدًا راقيًا.
العالم يغني: قدّم ألوان الموسيقى من مختلف الثقافات.
العلم للجميع: وسيلة لتبسيط العلوم الحديثة للشباب والطلاب.
 
البرامج الاجتماعية والمنوعة
اليوم المفتوح: مهرجان تلفزيوني منوع يجمع بين الفن والثقافة والرياضة.
حديث المدينة: حوارات مباشرة مع قضايا المجتمع.
صباح الخير يا مصر: البرنامج الصباحي الأشهر الذي أصبح جزءًا من روتين البيوت المصرية.
 
أضواء المسرح: نقل المسرحيات المصرية الخالدة وتحليلها.
الرياضة والشباب: متابعة البطولات بروح رياضية راقية.
 
برامج الأطفال
سينما الأطفال: نافذة أسبوعية لأفلام تناسب الصغار وتربي وجدانهم.
بوجي وطمطم: علامة رمضانية خالدة جسّدت شخصيات تربوية محببة.
 
عمو فؤاد: فوازير الفنان فؤاد المهندس التي جمعت بين البساطة والتربية.
 
افتح يا سمسم (النسخة العربية): محتوى تربوي ممتع.
 
ماما نجوى (نجوى إبراهيم): برامحها مع الأطفال جعلتها "الأم الثانية" للأجيال.
 
بابا ماجد: شخصية صديقة لكل طفل مصري على الشاشة.
 
الكارتون المدبلج مثل كابتن ماجد ومازنجر، الذي جمع بين المتعة والتربية.
 
الفوازير الرمضانية
 
 رمضان  كان ليه جو خاص وفوازير ماسبيرو كان ليها طعم تانى 
 
نيللي: رمز البهجة بخفة ظلها واستعراضاتها.
 
شريهان: الأيقونة التي أبهرت الوطن العربي بأدائها الساحر.
 
سمير غانم بشخصية "فطوطة" التي أحبها الصغار والكبار.
 
عمو فؤاد: الفوازير البسيطة التي حملت رسائل تربوية.
 
ثلاثي أضواء المسرح: كوميديا استعراضية ممتعة.
 
الإعلاميون والإعلاميات
 
نجاح البرامج ارتبط بنجوم الشاشة الذين كانوا قدوة
 
نجوى إبراهيم (ماما نجوى): وجه الطفولة الباسم.
 
فريال صالح: الإعلامية الراقية في البرامج الرياضية والمنوعة.
 
أحلام شلبي: الصوت النسائي المميز في البرامج الثقافية.
 
نانو حمدي: حضور متألق ترك بصمة في ماسبيرو.
 
بابا ماجد: الأب الحنون للأطفال على الشاشة.
 
ليلى رستم: رائدة الحوار الراقي.
 
حمدي قنديل: رمز الصحافة الجادة.
 
طارق حبيب: المحاور الذكي في السياسة والثقافة.
 
د. درية شرف الدين: إعلامية مثقفة صاحبة حضور قوي.
 
فهمي عمر، ماجدة عاصم، مفيد فوزي: وغيرهم من القامات الإعلامية.
 
ماسبيرو زمان كان أيضًا بوابة الدراما المصرية:
 
ليالي الحلمية، رأفت الهجان، الشهد والدموع، دموع في عيون وقحة.
مسلسلات اجتماعية مثل هند والدكتور نعمان وأبناء ولكن غرباء.
كوميديا مثل بكيزة وزغلول.
مسلسلات تاريخية ودينية مثل محمد رسول الله وعمر بن عبد العزيز.
 
 
هذه الأعمال لم تكن مجرد دراما، بل كانت انعكاسًا للواقع، ورسائل عن التاريخ، وحكايات عن القيم.
 
 
كل ما قدّمه ماسبيرو زمان لم يكن عشوائيًا، بل كان يهدف إلى
غرس القيم الأخلاقية والتربوية.
نشر الثقافة والمعرفة في كل بيت.
تقديم فن نظيف يليق بالمشاهد.
جعل الشاشة مرآة صادقة للمجتمع، ومصدرًا للوعي والفكر.
 
أثره على الأجيال
من تربوا على ماسبيرو زمان يصفونه بأنه الجامعة الشعبية المفتوحة. تعلموا منه اللغة السليمة، الذوق الفني، حب العلم، احترام الآخر. لم يكن مجرد تلفزيون، بل كان أداة لبناء الإنسان.
 
قد تختلف الأزمنة وتتغير الوسائل، لكن يظل ماسبيرو زمان شاهدًا على عصر إعلامي ذهبي، ارتبط فيه اسم مصر بالريادة الثقافية والفنية. هو تاريخ لا يُمحى، وذاكرة محفورة في قلوب من عاصروا تلك الأيام. واليوم، وسط ضجيج "الترندات" والمحتوى السريع، يزداد الحنين لذلك الزمن الجميل، زمن المذيع القدوة، والبرنامج الهادف، والفن النظيف. لقد كان ماسبيرو أكثر من مبنى… كان صوت أمة ورسالة أجيال، وسيظل رمزًا خالدًا للإعلام الراقي الذي نفتقده بشدة.