هالة الدمراوي تكتب: «الليلة وما فيها!»
كتب: هالة الدمراوي تكتب:
بمجرد سماعك لاسم المخرج هاني خليفة، يعقد الاتفاق الضمنى بينك وبين عقلك وقلبك إنك علي موعد مع حاله فنيه عالية الجودة، ستنتظر العمل، وستتابعه حتى آخر مشهد.
وهذا ما حدث لي أنا شخصيا مع مسلسل " الليلة وما فيها ".
العمل غامض من أولي لقطاته، غير نمطى، "بيدور علي حاجه وبيخليك كمشاهد تدور"
و تنقب معاه علي المفقود، الغير مرئي، الغير منطوق حتى !
"بيسحبك" سحبه هادئه..
"و بعد أول حلقتين يشدك شده تخليك مضايق من طاقم العمل كله ومتغاظ منهم إنهم عملوه حلقات، كان لازم يعملوه حلقه واحده كده مدتها ست ساعات !!!"
رغم إن الأحداث كلها تدور فى ليله وضحاها، إلا إن المخرج - بخبرته الغنية عن الشرح والتعريف - حافظ علي الإيقاع المشوق المثير الذي ظهر فى الصورة والإضاءة وأداء الأبطال، وعنصر المفاجأة الذى يأتينا دوما غريبا، غير متوقعا علي الإطلاق ! حرك أبطاله وضبط إيقاعهم بشكل مذهل، "يخليك كمشاهد توقف المسلسل وترجع المشهد لو أي كلمة أو حركه فاتتك !"
وإن كان هذا كله ما ذكر أم لم يذكر ليس بجديد علي المخرج "الدقيق جدا" هاني خليفة.
فى نفس العمل، انفردت النجمة زينة بأدائها لدور جريء وغريب علي الشاشة الصغيرة، وتفردت به في حقيقة الأمر، فقد تتردد الكثيرات من النجمات فى قبول هذه النوعية غير المألوفة من الشخصيات، ولكن يحسب لزينه شجاعة القبول والأداء والحفاظ علي وجه وتعبيرات ومتناقدات هذه الشخصية من البداية حتى النهاية.
النجم "القيمة والقامة" علاء مرسي، صاحب الأدوار الصعبة، صنع مشاهده بأدائه، التي زادت العمل غموضا وشراسة ورعبا، كل كلمه نطقها كانت بحساب وفهم ووعى لهذه الشخصية الجديدة الغريبة.
النجمة سماح أنور أيضا، في دور جديد تماما، يشكر لها وعيها وسعة نظرتها الفنية وحبها للفن، علي قبولها لهذا الدور، الذي حتما أضاف لها نوعيه هامه من الأدوار، تماما كما أضافت هي له الكثير بأدائها وشكلها الطبيعي.
كذلك لا ننسي أداء النجم "الفاهم الشاطر جدا" محمد شاهين، ومغنى الراب أبيوسف فى تجربه غنيه له رغم قتامتها وفجاعتها.
كل أدى دوره بإجادة وشغف ودقه واهتمام.
وتبقى وقفة طويلة ومهمة مع محمد رجاء، مؤلف العمل، الذى استطاع ببراعه وتفرد غير مسبوق طرق منطقه من أجرأ المناطق الاجتماعية والأخلاقية والنفسية التى لم يتمكن أن يطرقها أي عمل درامي تليفزيوني علي الإطلاق، إذ لم يكن من أصعبها أيضا ! وحافظ خلال ست ساعات تقريبا، وهى مدة العمل الدرامي المطروح، علي أن يبقى الحدث مشوقا ومثيرا وغير متوقعا بأي حال من الأحوال حتى آخر لقطاته!
"الليلة وما فيها"
دراما جديده من نوعها، ستبقيك أمام الشاشة، طوال ساعات عرضها، متابعا، شغوفا، لا يتحرك لك ساكن!.