


علاقات قوية تجمع موسكو وفيتنام.. هل تحقق التوازن بين روسيا والصين؟
كتب: سماح غنيم




ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن فيتنام تحولت إلى إحدى نقاط التداخل في العمليات الرئيسية التي تؤثر على مسار الأحداث في العالم، حيث أصبحت من الأهداف الرئيسية للنشاط الدولي في آسيا، مما يقلل من فرص روسيا في الحفاظ على مكانتها كشريك سياسي رئيسي لفيتنام في المستقبل.
تأثير فيتنام على العالم:
وقالت الصحيفة في تقرير، إن توسع نطاق التوترات الجيوسياسية يوضح تحوّل فيتنام إلى إحدى نقاط التداخل في العمليات الرئيسية التي تؤثر على مسار الأحداث في العالم، مشيرة إلى أن آسيا تشهد اليوم تحوّل فيتنام إلى نقطة تأثير جيوسياسي بعد نقل مصانع أشهر العلامات التجارية العالمية إلى أراضيها، وأن هذا الوضع لا يضر بمصالح روسيا فحسب، بل يثير حفيظتها ويضيق الخناق عليها فيما يتعلق بإمكانية مناوراتها في آسيا.
يذكر أن موسكو نظمت منذ أيام فاعلية "أسبوع فيتنام" الذي عقد تحت شعار "فيتنام بوابة آسيا"، مما يعكس اهتمام موسكو ورغبتها في تحقيق التوازن الذي تحتاجه بين بكين وهانوي، إذ تعتبرهما شريكين استراتيجيين لها.
وأضاف التقرير: "موسكو لم تستغل الوضع القائم على مدار العقد الماضي للتوسط وتسوية النزاع الإقليمي في بحر جنوب الصين خشية إثارة غضب الصين، مع أن للنزاع تداعيات سلبية على مصالح الأعمال المشتركة مع فيتنام على المستوى القاري، وكان يمكن لتسوية النزاع حماية مصالح روسيا في المنطقة ومصالح فيتنام والصين".
وتابع: "فيتنام ظلت تؤسس لعلاقات متينة مع مختلف الدول في جميع القارات، ويتجلى ذلك في الاجتماعات الرفيعة المستوى التي عقدتها مع ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتعزيزها الروابط مع كوبا".
أسبوع فيتنام:
خلال "أسبوع فيتنام"، اتهم ممثلو بعض القطاعات الروسية، خاصة قطاع الطيران، الجانب الفيتنامي بتشكيل أسطول الطيران المدني الخاص به بالكامل من قبل الولايات المتحدة، مما حال دون تنظيم رحلات إلى موسكو بسبب العقوبات.
وكان إنشاء طريق نقل مباشر بين روسيا وفيتنام من أهم المواضيع التي طُرحت خلال أسبوع فيتنام، بسبب العوائق التي تحول دون وصول البضائع في وقتها، وبالرغم من ذلك يظل عبور البضائع عبر الصين ومنغوليا وكازاخستان أمرا لا غنى عنه.
علاقات روسيا والصين وفيتنام:
ونقل تقرير نيزافيسيمايا، عن خبراء قولهم: "وصول البضائع الفيتنامية التي تمر عبر الحدود الصينية إلى روسيا أصبح يتطلب وقتا طويلا، وذلك لأسباب لا علاقة لها بالشأن السياسي بل لأسباب تقنية بحتة".
وقال الخبراء: "حتى عام 2014، ظلت روسيا تقيم علاقات متينة متجاهلة الاتجاه الصيني، لكن وبعد هذا التاريخ، اضطرت إلى إعادة توجيه أنظارها صوب الشرق، وعلى عكس الصين، حافظت فيتنام على صورتها كصديق رئيسي لروسيا".
اقرأ أيضا: