داليا حسام تكتب: هل تستعيد مصر مكانتها وتعود مقرًا للحفلات والمناسبات العالمية؟
كتب: داليا حسام
من جديد.. تعود مصر لتلمع في سماء العالم.
البلد الذي كان يومًا منارة للفن والثقافة، يعود اليوم ليُثبت أن بريقه لم ينطفئ، بل كان ينتظر اللحظة المناسبة ليتوهّج من جديد.
وها هي القاهرة تستعد لاستضافة أضخم حفل ملكي عالمي – “الجراند بول”، بمشاركة نبلاء أوروبا ونجوم هوليوود، في حدث يُعيد للأذهان أمجاد القصور المصرية التي كانت يومًا ملتقى للملوك والسفراء والفنانين من كل أنحاء الدنيا.
القاهرة، التي طالما عُرفت بأنها قلب الشرق النابض، تتهيأ لتعيش ليلة ملكية داخل قصر عابدين، أحد أجمل القصور التاريخية في العالم، في مشهد يُجسّد فخامة الماضي وتألّق الحاضر.
فليس غريبًا على مصر أن تستضيف حدثًا بهذا الحجم، فالتاريخ يشهد أنها كانت – وستظل – عاصمة الأناقة والحضارة والفنون في المنطقة.
إنّ هذا الحدث لا يُعد مجرد سهرة فاخرة، بل رسالة للعالم بأن مصر استعادت ثقتها بنفسها، وأنها قادرة على تنظيم فعاليات تضاهي كبرى العواصم الأوروبية.
فمن انبهار العالم بالمتحف المصري الكبير الذي وصفوه بأنه “أعجوبة القرن”، إلى الجراند بول الذي سيجمع النبلاء تحت سقف عراقة مصر، نحن أمام مشهد حضاري متكامل يُعيد إلى الأذهان زمن حفلات الخديويات والأميرات، حين كانت القاهرة رمزًا للرقي والبهاء.
لقد استطاعت مصر، بخطوات واثقة، أن تُعيد لنفسها البريق والتوهّج الذي طالما تميّزت به، ليس فقط من خلال آثارها الخالدة، بل أيضًا بقدرتها على دمج الأصالة بالتجديد.
ففي الوقت الذي تُحافظ فيه على تاريخها، تُطلّ على العالم بروح عصرية، تُبرز جمالها وأناقتها في كل حدث يُقام على أرضها.
نعم، ربما تكون الجراند بول أكثر من مجرد حفل، إنها علامة فارقة على طريق استعادة مصر لمكانتها كـ عاصمة للثقافة والاحتفالات العالمية، تمامًا كما كانت في زمن الملك فاروق، وسيد درويش، وأم كلثوم، حين كان العالم يأتي إلى القاهرة ليُشاركها البهجة والفن والجمال.
إن مصر اليوم لا تُضيء فقط ثُريّات القصور، بل تُضيء وجهها أمام العالم من جديد.
وبين أضواء “الجراند بول” وبهاء المتحف الكبير، يعود السؤال الجميل:
هل نحن أمام بداية عهد جديد تُصبح فيه مصر مرة أخرى منصة للعالم.. ووجهة للفخامة والتاريخ والجمال؟


